مقالات مشابهة
د. إسراء الجيوسي –
حكومتي الفاضلة بعد التحية:
أنا ومن مثلي لنا ألسنة أطول من لسان الأفعى، ولا ينقصنا رمي الكلام، فنحن شعب جُبل على الفطرة بقدرته على الكتابة والخطابة والبلاغة بالتعبير والإتقان في لعب الأدوار..
ولكن ما يحدث فاق الحد والتوقعات فلجمت ألسنتنا عن الكلام، وكأننا ولدنا خرسانا لا نقدر على النطق.
وفي كل يوم أستفيق على ضرب طبولكم، وكأننا في عصر بيع العبيد في الأسواق والطرقات، فأتذكر حينها مقطعا متلفزا من مشهد لسوق عكاظ..
يا حكومتي الفاضلة؛ بربكم رفقا بنا، فنحن قوم أعزاء، دار بهم الزمان فذلوا .. نحن من كتب عنهم التاريخ أرضٌ مباركة وشعبٌ طيبٌ معطاء .. يلجأ لنا الأشقاء من كل مكان، فيتسع أُردننا الحبيب لكل مستجير من رمضاء بلده أو محتاج ، نحن من يفتح أبوابه ويطعم ويؤوي جيرانه، ولنا في كل نكبة تحل بأشقائنا وقفة مشرفة وتاريخ يفتخر به ونيشان.
هل يعقل أن تصل بنا الحال إلى ما نحن فيه ؟
هل يصل بحكومتنا الرشيدة التفكير بطرق تجني من ورائها الأموال برفع الدعم عن الخبز، ورفع أسعار الوقود والكهرباء، وتتجاهل الفاسدين وسراق المال العام.
ما هذا التخبط والجنون؛ بربكم في أي عصر وزمان نحن نعيش ..؟
أنا لست من المعارضين، لكن الساكت عن الحق شيطان أخرس؛ هناك حلول موجودة، لكن لا أحد ينظر لتلك الحلول، الشعب الأردني مليء بالمثقفين والمتعلمين والمحللين !! ممن لديهم حلول وبرامج تغني عن المس برغيف الفقير، لكن للأسف رياحكم تجرونها حسب أهوائكم، بما لا تشتهي السفن، هذا هو حالنا كمن يمشي عكس التيار ..
فلا إصلاح ولا صلاح!!!
ودمتم طيبين
