الأول نيوز – يصادف الجمعة، الذكرى الثانية والعشرين لاستشهاد المهندس في كتائب القسام، يحيى عياش، من قرية رافات في الضفة المحتلة، الذي ارتقى بتاريخ 5996 في جريمة اغتيال نفذها الاحتلال الاسرائيلي شمال قطاع غزة.
وبين أزقة قرية رافات وفي السادس من آذار/مارس، سنة 1966 ولد يحيى عبد اللطيف عياش، وفي كنف بيت متدين عاش طفولة هادئة؛ إذ كان مثالا للطفل المؤدب الهادئ حتى إن أحد أعمامه يقول: “كان هادئا أكثر من اللزوم، ولا يحب الاختلاط كثيرا بغيره من الأطفال حتى إنني كنت أعده انطوائيا بعض الشيء”.
كبر الطفل يحيى، ودخل المدرسة الابتدائية في قريته عند بلوغه السادسة من عمره، وبرز بذكائه الذي لفت إليه أنظار معلميه؛ إذ إنه لم يكن يكتفي بحفظ الدروس المقررة للصف الأول، بل كان يحفظ دروس الصف الثاني أيضا.
حصل يحيى على شهادة الدراسة الثانوية من مدرسة بديا الثانوية عام 1984م، وكان معدله 92,8% والتحق بجامعة بيرزيت لدراسة الهندسة الكهربائية، وكان من أنشط الشباب في كلية الهندسة ضمن إطار الكتلة الإسلامية، وشارك إخوانه في جميع المواقع ومراحل الصراع والاحتكاكات المباشرة سواء مع سلطات الاحتلال أو مع الكتل الطلابية المنافسة.
تخرج في الجامعة عام 1991م بتفوق، وتزوج من ابنة خالته بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر، 1992م، ورزق منها طفله الأول براء في 1 كانون ثانٍ (يناير) 1993م وكان حينها مطاردا، وقبل استشهاده بيومين فقط رزق بابنه الثاني عبد اللطيف تيمنا باسم والده غير أن العائلة أعادت يحيى إلى البيت حين أطلقت على الطفل عبد اللطيف اسم يحيى.
ترجع بدايات المهندس مع العمل العسكري إلى أيام الانتفاضة الأولى، وعلى وجه التحديد عامي 1990-1991م؛ إذ توصل إلى مخرج لمشكلة شح الإمكانات المتوفرة وندرة المواد المتفجرة، وذلك بتصنيع هذه المواد من المواد الكيماوية الأولية التي تتوفر بكثرة في الصيدليات ومحلات بيع الأدوية والمستحضرات الطبية، فكانت العملية الأولى بتجهيز السيارة المفخخة في رامات إفعال، وبدأت إثر ذلك المطاردة المتبادلة بين يحيى عياش والاحتلال وأجهزته الأمنية والعسكرية.
واكتشف الاحتلال السيارة المفخخة في رامات إفعال بطريق الصدفة، وبعد تحقيق شديد وقاسٍ مع المجاهدين اللذين اعتقلا إثر العثور على السيارة المفخخة طبعت “شاباك” اسم يحيى عبد اللطيف عياش في قائمة المطلوبين لديها للمرة الأولى.
يعدّ يوم الأحد 25 نيسان أبريل 1993م بداية المطاردة الرسمية ليحيى عياش؛ ففي ذلك التاريخ غادر المهندس منزله ملتحقا برفاق الجهاد والمقاومة.
جمعة الشهادة
إنه يوم الجمعة الحزينة 15 شعبان، 1416هـ الموافق الخامس من كانون ثانٍ/ يناير 1996م التي لم تكن كأي جمعة؛ فما إن أذاع تلفزيون العدو نبأ الاغتيال فاهتزت فلسطين بكل أرجائها، ودبت قشعريرة، وسرى شعور حزين، وحاولت القلوب الفزعة أن تكذّب أو تشكّك، واهتزت الكلمات في الحناجر حين أعلنت حماس توقف عقل الفتى العاشق، وسكنت نبضات قلبه.
الوسومالأول نيوز غزة فلسطين يحيى عياش
شاهد أيضاً
شهيدان بقصف طائرة مسيّرة مجموعة من الفلسطينيين شرقي رفح
الأول نيوز – استشهد فلسطينيان وجرح آخرون، السبت، إثر قصف شنّته طائرة إسرائيلية مسيّرة صوب …