السبت , سبتمبر 21 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

أبعاد زيارة الملك عبدالله لإربد وخصوصية الحديث في كفر جايز

د. شهاب المكاحله –

كان لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني الإربعاء في بلدية كفر جايز بمحافظة إربد– التي تتربع على سهل حوران بين سوريا وفلسطين وإسرائيل والأردن–مع عدد من المتقاعدين العسكريين إضافة إلى أبناء ووجهاء محافظة إربد بمثابة مكاشفة واضحة بين القائد وشعبه وبين الأب وأبنائه لهموم تعتصر أبناءه وقيادته نظراً للوضع الراهن سياسياً واقتصادياً وأمنياً في منطقة تعاني من تداعيات الإرهاب الذي أحبطت  دائرة المخابرات العامة نهاية نوفمبر الماضي مخططاً كان يستهدف عدة مناطق في المملكة وألقت القبض على العشرات من أعضاء تنظيم “داعش” الإرهابي.
في لقائه في إربد صارح جلالته بحضور ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الحضور والشعب الأردني بأن الأردن قد نصح عدة مرات الولايات المتحدة من مخاطر انزلاق المنطقة إلى حافة الهاوية ولكن “لم تأخذ الولايات المتحدة بنصيحتنا” كما أن “الدول العربية باتت لها أولويات واستراتيجيات متباينة”.
يريد جلالته من ذلك أن يضع الجميع أمام مسؤولياتهم ومنها المجتمع الدولي تجاه قضايا المنطقة ومنها قضية القدس.  وقد حرص جلالته على التركيز بالدرجة الاولى على القضية الفلسطينية على اعتبار أنها تشكل لب الصراع في الشرق الأوسط وأن إيجاد حل شامل ودائم لها سيقود إلى حل الكثير من قضايا المنطقة كما أن التحديات التي تمر فيها المنطقة والعالم يجب ألا تشغله عن القضية الفلسطينية.
لقد كان لوقوف جلالته ضد قرار الإدارة الأميركية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قبيل التوصل إلى حل الدولتين الفضل في إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي. إذ شكل موضوع القدس والقضية الفلسطينية الجزء الأكبر من حديث جلالته اليوم نظراً لأهمية القضية للأردن مع تأكيد جلالة الملك على أن أكبر تحد “لنا في المنطقة هو القضية الفلسطينية ومستقبل القدس” مشيراً الى “أننا خدمنا جميعاً في الجيش العربي وأنا خدمت مع نصف إخواني المجتمعين معنا اليوم، وطوال خدمتنا في الجيش العربي كانت القدس عنوان الشهادة والبطولة”. وفي هذا إشارة إلى أن ما ضحى به الأجداد لحمايته من مقدسات لن يتم التنازل عنه أبداً مهما علت الأمواج وعتت العواصف.
ويبرز الحرص الأردني على القدس وعدم تهويدها لأنها ليست مشكلة الأردن وفلسطين فقط،  بل مشكلة المجتمع الدولي الذي عليه أن يتحمل تبعات تلك القضية وعدم حلها منذ أن تم توقيع اتفاق أوسلو للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ونظراً لأن الأردن كان دائما من دعاة الحل السلمي للصراعات الإقليمية، فإن انسداد أفق حل القضية الفلسطينة سيدفع بالتيارات المتشددة لملئ الفراغ، ما يعني توترات جديدة للمنطقة. لذلك على الجميع العمل للوصول إلى حل دائم أساسه حل الدولتين وعاصمة دولة فلسطين القدس الشرقية، ولكن ذلك لا يمكن تحقيقه بغياب الإدارة الأميركية للتوصل إلى الحل السياسي للصراع العربي الإسرائيلي الذي تحول إلى صراع فلسطيني إسرائيلي.
ولأن القيادة تحرص على مصلحة أبنائها فقد أكد جلالة الملك “أنه بالنسبة لنا في الأردن، فإن مصالحنا فوق كل شيء وسنعمل في جوارنا على هذا الأساس” وهي إشارة إلى حماية الحدود الأردنية من أي تدخل أو خطر خارجي. كما تطرق جلالته إلى التحديات التي تواجه الشرق الأوسط ومواقف الأردن حيالها مع تأكيد جلالته عمق العلاقة بين الأردن والولايات المتحدة لأن العلاقة بين واشنطن وعمًان تاريخية ووطيدة.
وفي المصارحة والمكاشفة فإن ما قام به جلالة الملك عبدالله يُعد إضاءة على الموقف الأردني من الكثير من القضايا ومنها الاقتصادي مع تأكيده على أن يقف الأردن على رجليه لأن جلالته يعرف ما هو الافضل للأردن وللمنطقة بشكل عام.
وقد عانى الأردن من أكثر من 7 أعوام من ضغوطات أثرت على اقتصاده والتي اختبرت قوته تحت الضغوطات الإقليمية.لعلني استشعر ما يشغل بال القيادة الأردنية في حال إطالة أمد الحرب في سوريا والتي تعني بالنسبة للأردن زيادة نسبة البطالة إلى أكثر من 26% (رسمياَ 16%) مع وجود 1.5 مليون لاجئ سوري في الأردن وهذا العدد يشكل حوالي 21% من إجمالي سكان المملكة مع قلة المساعدات المالية والاقتصادية الخارجية وارتفاع أسعار النفط عالمياً واثر ذلك على المواطن الأردني.

 
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

اليوم الـ350 من العدوان على غزة: دمار مستمر ومجاعة قاتلة

الأول نيوز – تواصلت حرب غزة لليوم الـ350، وسط استمرار القصف الإسرائيلي الذي يستهدف القطاع …