مقالات مشابهة
الأول نيوز – أسامة الرنتيسي-
مفجع الى حد الاختناق أن يصلك خبر وفاة الرجل الطيب القوي المحترم الوجيه الشخصية الفحيصية المهابة العم توفيق جريس الداوود والد أجمل قلادة في الفحيص القاضي فارس والدكتور جريس والاستاذ باجس والمهندس عاطف والمحامي عاكف، أصدقاء العمر في الفحيص.
ابو فارس ليس بالشخصية العادية فقد تجاوز الثمانين في العمر لكن بقي شامخا وقويا وحاضرا في كل مناسبات الفحيص ومواقفها، لا تغيب الابتسامة عن محياه، ولا يتحدث الا اذا تطلب الامر رأيا سديدا.
كان حكيما في اراءه، حتى في المواقف السياسية كان منسجما مع تفكيره المعتدل، ولم ينسجم يوما مع أراء ابناءه في الموقف مما يجري في العزيزة سورية.
كان مختلفا، يرى الاشياء بعين الحكيم، والخبير، لا يقبل العنف مهما كان مصدره فكيف بعنف القائد ضد شعبه.
من لم يسمع المواويل بصوت العم ابو فارس عندما يتجلى في سهراتنا لا يعرف عذوبة الاحساس في قلوب الفلاحين، وعندما يرد الصاع صاعين للمغترب في امريكا صديقنا العائد وليد جريسات ابو وسام يعرف أن الحب والعشق مجبولا بالنبيذ في صدور الكبار الكبار.
ابو فارس عنوان دوار الحصان في الفحيص الذي يحرس اهل الدوار حيث يفيق مبكرا ويجلس امام بقالات الدوار ليطمئن على اهله، ويقرأ صحيفة الرأي في مكتبة صديقة ابو غانم ويترحم على الموتى كل مطلع نهار.
لقد اختنق صوتي، وتعثرت حروفي عندما وصلني الخبر، فأمثال ابو فارس ليس من السهولة أن يصدق الانسان انه يغادر الحياة بهذه السهولة.
لم يهرم ابو فارس، بل بقي محافظا على اناقته الى أخر ساعة، تعامل مع الموت كمزحة ثقيلة، ذهب الى المستشفى صباح الاثنين برفقة انجاله، وبعد فحص بسيط قرر العودة الى البيت الا أن اصرار ابنه الدكتور جريس وافق على الاستراحة يوما في المستشفى لاجراء فحوصات شاملة، لكن الموت سبقه الى غرفة المستشفى، ولم تمض ساعة الا وانقلب الحال، وتدهورت صحته، من دون اي مقدمات، حتى أن الطبيب المعالج وقف حائرا في كتابة تقرير سبب الوفاة.
قبل يومين، وفي عزاء المرحوم العميد بشارة الطعامنة، قلت للاصدقاء رائد الناصر وجريس خيرو الداوود وانور ابو زينة، شو قصة عزرائيل كأنه يطوف الفحيص هذه الايام، لم أكن اعرف أن الدور القادم على العم ابو فارس.
للاهل في الفحيص وعشيرة المخامرة عموما ولعشيرة الداوود، والاخوة فارس وحابس وباجس وعاطف وعاكف والخالة ام فارس اصدق مشاعر التعازي.
الدايم الله…
