الأول نيوز- كشف رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، عن اللقاء الأخير الذي جمعه برئيس وزراء لبنان الأسبق، رفيق الحريري، قائلًا: “إن المرّة الأخيرة التي التقيت فيها مع الرئيس الحريري كانت في شباط/ فبراير عام 1994 قبيل اعتقالي بشهرين، حيث دعاني مع النائبة ستريدا جعجع، لتناول العشاء الذي ضم إلى الرئيس الحريري، زوجته نازك الحريري، وتحدثنا بكل الأمور المتداولة في حينه، وبعد هذا العشاء زرته مرّة أو مرتين في مناسبات مختلفة إلا أن هذا العشاء كان اللقاء الأطول، أما الزيارتان اللاحقتان فقد اقتصرتا على مناقشة مواضيع معيّنة تستوجب البحث، وإيجاد حلٍ لها.
ولفت جعجع، إلى أن الظروف شاءت أن أتعرّف شخصيًا على الرئيس رفيق الحريري، قبل المرحلة التي أصبح فيها معروفًا من قبل الناس، لذا لدي ذكريات شخصيّة معه بالمعنى الفعلي للكلمة، في مرحلة ما قبل وخلال ومباشرة بعد إقرار اتفاق الطائف.
وعن يوم الاغتيال، قال: “كنت وقتها في السجن، وكانوا يمنعون وصول أي معلومة لي، ولكن من الحركة العامة في السجن، كنت أشعر أن كان هناك أمراً ما قد حصل في البلاد، ويوم اغتيال الرئيس الحريري، شعرت أن هناك أمرًا كبيرًا قد حصل فالمرحلة ما قبل اغتياله كانت مضطربة سياسيًا؛ وبالتالي كان الجميع بانتظار حصول أمر ما”.
وأضاف: “للوهلة الأولى اعتقدت أنهم اغتالوا النائب وليد جنبلاط لأن الرئيس الحريري عاد، وقبل بالتجديد للرئيس إميل لحود فيما من تابع في المعارضة، وبشكل مباشر وجهًا لوجه كان جنبلاط، ولم أعرف أن المستهدف بالاغتيال كان الرئيس الحريري إلا بعد زيارة والدي لي بالسجن”.
وتابع جعجع: “إن جميع الاغتيالات مرفوضة وبغيضة إلا أن ردّة فعلي كانت أكبر بكثير عندما علمت أن المستهدف كان الرئيس الحريري، وذلك لسبب بسيط وهو أنه لم يكن يومًا “حادّاً” أو “فاجراً” وجميع المواصفات التي يتمتع بها تأتي بعكس ما يمكن أن يكون لشخص مستهدف بالاغتيال، إذا افترضنا أن هناك عمليّة اغتيال ستقع”.
وعن علاقته بالحريري، قال جعجع: “أذكر أمرًا بسيطاً عن العلاقة مع الرئيس الحريري؛ إلا أن هذا الأمر على بساطته فقد فتح لي آفاقاً أوسع في حينه.
"جعجع" يكشف لأول مرة تفاصيل "العشاء الأخير" مع رفيق الحريري
إن أول لقاء لي معه كان في سويسرا عام 1987 وخلاله سألني الرئيس الحريري، عما هي أهداف عملي السياسي؟ ولأي أهداف نحن نقاتل في “القوّات اللبنانيّة”؟ فأجبته أننا نقاتل من أجل لبنان والأسباب الأخرى التي يعلمها الجميع، ولن أعيدها الآن، كان الرئيس الحريري يصغي إلى أثناء إجابتي التي طالت قرابة الـ 13 دقيقة، وعندما انتهيت قال لي: “لا اعتراض لي على أي من هذه الأهداف إلا أنه لدي سؤال واحد هل ستحقق كل هذه الأهداف بنفسك وحيداً؟” عندها أيقنت أننا في بلد بحاجة دائماً إلى تفاهمات من أجل تحقيق الأهداف التي نريدها”، موضحاً أنه “يمكن أن يكون لدينا أشرف الأهداف إلا أنها تبقى من دون معنى إن لم نحققها.