اللاجئون والدولة والسلاح.. ملامح "صفقة القرن" الأمريكية

الأول نيوز – قالت صحيفة (الشرق الأوسط)، إن الإدارة الأمريكية، تنوي عرض خطتها للسلام أو ما يعرف إعلامياً بـ “صفقة القرن”، في إطار مؤتمر دولي، يُعقد في إحدى العواصم العربية.
ورجحت الصحيفة، نقلاً عن مصادر دبلوماسية فرنسية، والتي كشفت عن بعض الملامح الكبرى لخطة السلام الأميركية، أن تكون مصر هي الدولة التي يعلن منها عن الخطة، وأن إسرائيل ستشارك في المؤتمر الدولي.
ونقلت الصحيفة، عن المصادر الدبلوماسية قولها: إن واشنطن وعواصم أخرى يمكن أن تعترف بدولة فلسطين، كما لا تستبعد أن تقبل القدس الشرقية عاصمة لها، شرط أن تكون القدس القديمة تحت “ولاية دولية”.
وبالنسبة لملف اللاجئين، فإن خطة جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات، تنص على بقائهم حيث هم مع تقديم تعويضات لهم، لكن ذلك يعني تخلي الفلسطينيين عن حق العودة، كما تنص الخطة على قيام دولة فلسطينية “محدودة السيادة” و”منزوعة السلاح” وليس على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، بحيث سيبقى غور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية، كما أن المستوطنات الكبرى ستبقى مكانها مقابل نقل بعض المستوطنات الصغيرة.
وتقضي الخطة، حسب الصحيفة، على أن يبقى أمن الضفة الخارجي تحت مسؤولية إسرائيل، أما أمن غزة سيناط بالجانب المصري، لافتةً إلى أن المشكلة التي لم تنص الخطة على تصور حل لها (حتى تاريخه) تتمثل في المستوطنات البعيدة عن حدود الضفة الفاصلة عن إسرائيل، وحول كيفية توفير الحماية الأمنية لها.
وتشير الصحيفة، إلى أنه في المقابل ستعطى السلطة صلاحيات أمنية وإدارية إضافية في المنطقتين A وB، كما أن واشنطن تخطط لجمع 40 مليار دولار “ليس لشراء قبولها وإنما للمساعدة على بناء الدولة والمؤسسات الفلسطينية”.
ونوهت الصحيفة، إلى أن الملامح الكبرى لخطة واشنطن تتبنى إلى حد بعيد الرؤية الإسرائيلية، وتبتعد عن “المحددات” المتعارف عليها للحل الدائم والشامل والعادل ووفق القرارات الدولية التي تفسرها واشنطن على هواها، مؤكدةً أن الطرف المنزعج من هذه الخطة، سيكون الجانب الفلسطيني.
على ذات الصعيد، كشفت مصادر دبلوماسية عربية واسعة الاطلاع بعض تفاصيل ما دار في اللقاء الذي جمع يوم الاثنين الماضي في بروكسل، وزراء لجنة المتابعة العربية والأمين العام للجامعة العربية بنظرائهم الأوروبيين في حضور ممثلة الشؤون الخارجية الأوروبية، لبحث الملف الفلسطيني- الإسرائيلي، وطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي، والترويج للرؤية العربية للحل في مواجهة ما تعرضه الإدارة الأميركية، وما قامت به حتى اليوم من اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقرار نقل سفارتها إليها في أيار/ مايو المقبل.
جاء اجتماع اللجنة (المشكَّلة من مصر والأردن والإمارات والسعودية والمغرب وفلسطين إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية) بعد شهر من لقاء رئيس السلطة الفلسطينية مع الوزراء الأوروبيين وبعد أسبوع على خطاب أبو مازن أمام مجلس الأمن الدولي، حيث طالب بمؤتمر دولي منتصف العام الجاري وبآلية متعددة الأطراف تكسر الاحتكار الأميركي للوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي لم تعد السلطة قابلة بها، وتتبنى اللجنة توسيع اللجنة الرباعية وفق ما يريده الطرف الفلسطيني، وهو ما لا يرفضه الوزراء الأوروبيون.
وأضافت الصحيفة: “بيد أن أهمية لقاء بروكسل الأخير، أنه حمل رسالة إلى الطرف الأوروبي مفادها أنه يتعين عليه التحرك قبل أن تعلن الإدارة الأميركية عن خطتها للسلام في الشرق الأوسط، لأن ما تسرب من هذه الخطة يبين بوضوح أن الطرف الفلسطيني لن يقبلها بأي شكل من الأشكال.
وتابعت: “الوفد العربي شدد على الحاجة إلى العمل الفوري مع الجانب الأميركي انطلاقاً من اعتبار أنه إذا كشفت واشنطن عن خطتها، فإنه سيكون من الصعب عليها لاحقاً التراجع عنها أو تعديل بعض بنودها، وقناعة لجنة المتابعة العربية، أن الخلية التي أناط بها الرئيس ترامب الاهتمام بالملف الفلسطيني الإسرائيلي والمشكّلة من صهره جاريد كوشنير، ورجل القانون جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد ميليش فرديمان «مكسوبة الولاء تماماً لإسرائيل، وبالتالي لا يمكن توقع أي خير يمكن أن يصدر عنها”.
واستدركت الصحيفة: “لكن اللجنة العربية، سارعت إلى القول إنها لا تريد استبعاد الدور الأميركي الذي يبقى أساسياً، لكن يتعين موازنته إنْ على صعيد الأطراف المطلوب منها الإشراف على العملية السلمية، وإنْ على صعيد المحددات التي يجب أن يقوم الحل السلمي على أساسها وتحديداً مبادرة السلام العربية”.
وقالت الصحيفة: “عندما تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الوزراء العرب الشهر الماضي طالباً منهم الاعتراف سريعاً بالدولة الفلسطينية، لم يلقَ منهم تجاوباً، لا بل إن سلوفاكيا التي أعلنت عن عزمها على ذلك، تراجعت لاحقاً بفعل ضغوط أميركية غربية عليها، وحجة الأوروبيين الذين يغتنمون كل فرصة لإظهار تمايزهم عن الموقف الأميركي ورفضهم الخطوتين الأميركيتين (الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة إليها) وتمسكهم بحل الدولتين وبالقدس عاصمة لهما، أن الاعتراف لم يحن وقته بعد”.
وأكملت: “لكن أحد الأهداف العربية الفلسطينية أوروبياً هو أن تبقى أوروبا كتلة موحدة رافضة السير وراء مبادرات واشنطن التي تراها خاطئة، وأن الحجة الأوروبية الأخرى بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فمفادها أنه يتعين انتظار أن تكشف واشنطن عن خطتها وبعدها يُبنى على الشيء مقتضاه”.
فضلاً عن ذلك، يتمسك الأوروبيون، رغم كل ما سبق، بالدور الأميركي في العملية السلمية، وحسب مصدر دبلوماسي أوروبي، فإن الأوروبيين لا يرون أنهم قادرون على الحلول محل واشنطن، وبالتالي فإن دورهم رديف لها وليس بديلاً عنها لأسباب جوهرها العلاقة الخاصة بين واشنطن وتل أبيب، وكون الأولى الطرف الوحيد القادر حقيقةً على الضغط على القيادة الإسرائيلية لتليين مواقفها والقبول بالمحددات المعروفة للحل، وفق الصحيفة.
ويعترف الأوروبيون بأنهم لا يعرفون تفاصيل الخطة الأميركية، والدليل على ذلك أن كوشنير وغرينبلات اللذين اجتمعا، بناءً على طلبهما، عقب خطاب أبو مازن، بسفراء الدول الـ 15 في مجلس الأمن طلباً لدعم دولي، رفضا عرض تفاصيل خطتهما بحجة أنه يتعين أن يوافق الرئيس ترامب عليها بداية قبل طرحها علناً.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

ضريبة الدخل: “لا تغيير” على أسعار السجائر في السوق المحلي

الأول نيوز – أكد المستشار في دائرة ضريبة الدخل والمبيعات موسى الطراونة، الخميس، عدم وجود …