الأول نيوز – قالت صحيفة (الشروق) المصرية: إن عواصم عربية فاعلة، نصحت الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بقبول ما هو مطروح عليه هذه الأيام، في إطار ما يُسمى بصفقة القرن؛ “حتى لا يندم الفلسطينيون لاحقاً على ما يعتبرونه اليوم قليلاً جداً، مقارنة بما كان مطروحاً عليهم قبل سنوات”.
ونقلت الصحيفة، عن دبلوماسي عربي بارز في القاهرة للصحيفة، قوله: “إن عاصمة عربية فاعلة نقلت إلى الرئيس عباس تصوراً مفاده، أن القراءة الواقعية تُحتم على الطرف العربي والفلسطيني القبول بما هو متاح”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن مسؤولو هذه الدولة، أبلغوا الرئيس عباس، أنه لا يمكن مقاومة التشدد الإسرائيلي في قضايا معينة مثل الحدود مع الأردن، حيث تصر “إسرائيل” على (وجود قوات إسرائيلية فاصلة بين الحدود الأردنية والفلسطينية، خوفاً من دخول تنظيمات متطرفة يمكنها التواجد على أطراف الجليل أو القدس)، وذلك حسب النص الذي وصل إلى العاصمة العربية، والتي أبدت تفهما لهذا المطلب الإسرائيلي، وفق الصحيفة.
وحسب الصحيفة، قال المصدر: “إن الحكمة تقتضي قبول أقصى ما هو متاح من تسوية الآن، والتعامل بمنطق خذ وفاوض، حتى لا نتفاجأ بعد سنوات قليلة بأن وحش الاستيطان، قد التهم كل الأراضي الفلسطينية”.
وأضاف المصدر: أن “الرئيس عباس أبلغ بعض القادة العرب الذين التقاهم مؤخراً أو تواصل معهم هاتفياً أنه يخشى من اتهامه بالخيانة والتفريط إذا قبل بما هو معروض عليه إسرائيلياً”؛ لكن أحد هؤلاء القادة قال له: “إنه ينبغي تهيئة الرأي العام العربي للمرحلة الجديدة بعيداً عن اتهامات التخوين”.
ويرجح المصدر العربي، أن تعلن الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة العناصر الأساسية لصفقة القرن، مضيفاً أن رسائل أمريكية وصلت لعواصم عربية من واشنطن، بأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كان في إطار إقناع إسرائيل خصوصاً الجناح المتشدد فيها، بقبول تقديم التنازلات اللاحقة أو المحتملة للفلسطينيين.
لكن المصدر قال: إن العاصمة العربية المعنية، أكدت على ضرورة أن أي حل لن يتضمن التنازل عن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، كما كشف أيضاً أنه لم يتم الحديث عن تبادل للأراضي بين مصر وإسرائيل.
وقالت هذه المصادر إن أبومازن لمّح إلى أن هذا الاحتمال سيترك فراغا كبيرا في الاجتماع الأخير للمجلس الثوري لحركة فتح، الذي تحدث فيه عن أنّ هذا اللقاء قد يكون الأخير الذي يجمعه بقياديي الحركة.
وأوضح قيادي فلسطيني أن الوضع الصحي لرئيس السلطة الوطنية ليس السبب الوحيد الذي يمكن أن يدفعه إلى التنحي.
وأشار إلى أن السبب الآخر يعود إلى انسداد الأفق أمام أي تسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل واحتمال طرح الإدارة الأميركية لمشروع سلام يعتبر رئيس السلطة الوطنية أنّه لا يلبي الطموحات الفلسطينية.
وفي حين ذكر قيادي فلسطيني أن أبومازن يمرّ بحالة نفسية سيئة، قال إن أكثر ما يثير القلق حاليا هو تأييده لأن يكون محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح خليفة له.
ولاحظ أن العالول، وهو من نابلس بدأ يجمع حوله مجموعات مسلّحة وذلك كي يكون في موقع قوّة في حال اضطرار أبومازن إلى ترك موقعه. وذكر أن الاعتراض الأول على العالول لا يعود إلى أنّه كان من مساعدي خليل الوزير (أبوجهاد)، القائد الفلسطيني الذي اغتالته إسرائيل في تونس في العام 1988 بل إلى عدم خبرته في المجال السياسي.
وتساءل هل تعمّد أبومازن أن تكون الساحة الفلسطينية خالية من أي شخصية ذات وزن سياسي تستطيع أن تخلفه؟
وأشار في هذا المجال إلى أن العالول يمتلك تاريخا نضاليا مهمّا لكنّه لا يمتلك أي علاقات عربية ودولية تسمح له بلعب دور على الصعيد الوطني الفلسطيني بما يسمح بتحقيق أي تقدّم على الصعيد السياسي أو مواجهة التعنّت الإسرائيلي.
واتصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بنظيره الفلسطيني مساء الثلاثاء. ووفق بيان للرئاسة المصرية، فإن “السيسي اطمأن على صحة محمود عباس بعد إجرائه فحوصات طبية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي”.
وتتناقض الأخبار المتعلقة بصحة عباس وإمكانية تقديمه للاستقالة بما أعلن عن قرار للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأربعاء، بعقد المجلس الوطني الفلسطيني يوم 30 أبريل المقبل.
والمجلس الوطني الفلسطيني هو بمثابة برلمان منظمة التحرير والمكلف بانتخاب قيادة المنظمة وكان آخر اجتماعاته عقد عام 2009 في الضفة الغربية.