السبت , سبتمبر 21 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

يخربون بيوتهم بأيديهم…

د. شهاب المكاحله — واشنطن –

 
أوقفني ذلك التصريح الذي أدلى به  الجنرال الأميركي المتقاعد جاري هاريس خلال كلمته أثناء جلسة استماع في مجلس الشيوخ حين قال: “إن الجيش الروسي يقوم بشكل منتظم في تدريباته بمحاكاة سيناريو لضرب الولايات المتحدة بالسلاح النووي”. وتذكرت تلك الفاتورة التي وصلتني اليوم عبر صديقي الاستاذ أسامة الرنتيسي عن كلفة فطور في البحر الميت والتي وصلت الى 28 دينارا أردنيا (40 دولار أميركي). لا أعرف بالضبط أين مكان ذلك الحفل الذي توج بوجبة فطور تكلف أكثر من من فطور في فندق الهيلتون بالعاصمة واشنطن مع فارق ان الخدمة هنا بابتسامة.
فأين نحن من كل ما يجري حولنا؟ لماذا تحولنا إلى آلات عديمة الاحساس؟
والعودة الى تصريح هاريس الذي أكد فيه أن “القوات النووية الاستراتيجية الروسية تقوم بتحديث وتنفيذ مناورات منتظمة تحاكي ضربات نووية على أراضي الولايات المتحدة بما في ذلك قاذفات Tu-95الاستراتيجية الروسية التي تقوم بمهمات قريبة من حدود الولايات المتحدة وكندا لغايات تدريب أطقم الطائرات على تلك الضربة.
أليس من حق الشرق أوسطيين التساؤل أين هم من تلك اللعبة الكبيرة حولهم؟ أين هم أصلا؟ هم قرابين القوى الكبرى على مذبح الوطن العربي الذي سلخوه من عروبته ودينه وأفقروا شعبه وجوعوه حتى بات لا يأبه بما هو آت لأن ما فات فات.
وللتنبيه فإن القوات البرية الاستراتيجية الروسية ليست وحدها من يقوم بذلك فكذلك الأمر بالنسبة لحلف الناتو الذي يقوم بمحاكاة ضربة نووية ضد الاتحاد الروسي والصين. ألسنا – كشرق أوسطيين – في هذا العالم؟ ألسنا فعلا في المنطقة الوسطى من العالم؟ قد أكون مخطئا في الجغرافيا لكني تأكدت عدة مرات من أن الشرق الاوسط ليس في الولايات المتحدة أو في روسيا بل في الشرق الأوسط الذي بتنا نستخدمه بدل الوطن العربي بكل بساطة لأننا لا نعي لماذا اختفى مفهوم الوطن العربي من قواميسنا ومعاجمنا. أتساءل عن المرة الاخيرة التي سمعت فيها مصطلح الوطن العربي.
إنها لمفارقة أن تفكر القوى الكبرى في السيطرة على العالم ونحن نفكر في كيفية الحصول على لقمة الطعام. يبدو أن الجوع يعطل التفكير ويجعلنا نراوح مكاننا وهذا هو ما تريده قوى الاستعمار والشر! لا أدري إن كان الوضع العربي في الأيام المقبلات أفضل مما يقوله المسؤولون في عدد من الدول العربية ولكني على يقين بأن الغد ليس كالأمس وأنا لست متشائما لكن المعطيات الموجودة واستهتار الحكومات بالشعوب ستجعل حروب الجيل الرابع أسرع مما هو متوقع فتلك الحرب أقرب وأقل كلفة على الدول الكبرى وسيلجأون إلى تأجيج نار الفتن الداخلية: شمالي جنوبي، سني شيعي، عربي كردي وغيرها من المسميات الاقليمية والمناطقية والايديولجية التي نبذتها كل الديانات. فشعار الحرب القادمة: “يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين”. فهل من مدًكر!.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

صدمات انتخابية

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – بالله عليكم ما حد يزعل، وخذوا الانتقاد بروح …