السبت , أكتوبر 19 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

فساد الشعب.. وفساد الحكومة

د. إسراء الجيوسي –
 
فساد الشعب لا يقل عن فساد الحكومة، ينعتون الحكومة ولا ينظرون لأفعالهم، ولو نظروا بأم أعينهم لوجدوا أن الفساد ينهش أجسادهم ويأكل عظامهم… يا شعبا مغيب العقول تلومون الحكومة على أفعالها ورفع الأسعار وزيادة الضرائب على السلع، ولا تلومون أنفسكم عندما تقومون باختيار نوابكم، بل الذين تنتخبونهم كي يطالبوا بحقوقكم، مع أنكم تعلمون أنهم ليسوا أكفياء ليتحدثوا باسمكم والمطالبة بحقوقكم؛ تنتخبون ابن العشيرة والقريب والنسيب لعله يحقق أهدافكم، أو من يشترون أصواتكم بالمال، أو من يوعدونكم بتوظيف أبنائكم، ومن يوهمونكم بأنهم سيبقون تحت مظلتكم ويلبون طلباتكم، تريدونهم نوابا للخدمات لا نوابا تعلو بهم القامات، حولتموهم بفسادكم أنتم من مجلس النواب إلى “مجلس غاب” يجتمعون فيه يناطح بعضهم بعضا، ويهاجمون غيرهم، وفِي حال تقصيرهم وعدم تحقيق خدماتكم تحكمون عليهم بالرمي بالحجارة وتنعتونهم بكلام كله مرارة “هذا ما إلو صاحب، يا ريت ما رشحناه، والله وعدنا وما عمل لنا شيئا، وعدنا يوظف هالولد وما وظفه، بنرن عليه وما برد” هذا ما أوكت أيديكم،
وهذا  من اخترتم، اخترتم نائب الخدمات ليخدم أهدافكم ومآربكم ومطامعكم واليوم تتحدثون عن فساد الحكومة وأنتم من تزرعون الفساد  بأيدكم؛ يكفيكم يا مفسدي الأرض، يكفيكم عبثا بهذه الأرض الطاهره؛ تشكون الفقر وتبكون وأنتم من تسرقون وتنهبون وتحتالون وتغشون وتعتدون على بعضكم، الفقراء ليسوا أنتم يا من تملكون السيارات وتسكنون المنازل وتدخنون السجائر ؛ زيادة سعر كيلو الخبز لم يؤثر فيكم أنتم، بل أثره في من يفترشون الأرض ويلتحفون السماء غطاء ،
هم من يحلمون أن تصل أصواتهم ومطالبهم إلى الحكومة والوزراء والنواب؛ يا شعب المطالب.. هم أصحاب الحق بالنداء والاستغاثة هم من يتضرعون المر من دون ماء أو غذاء أو دواء ولا حتى كساء ويتوجهون بالنداء والاستغاثة لله تعالى، لأن حقوقهم ضائعة ومسلوبة من الأقوياء وأصحاب القرار الذين لا يمرون حتى من مناطقهم لأنها مجهولة لديهم وليست ضمن خططهم،  الذين يبحثون عما يصفقون لهم ويرفعون صورهم .
رغيف الخبز لم يعد هو مطلب الفقراء الوحيد، لأنهم بالأصل يفتقدون معاني الحياة جميعها.
أين أنتم يا أصحاب القرار والشعب المعطاء من هؤلاء الفقراء المعدومين؟
أين ضمائركم النائمة ومتى ستفيق؟
تنتخبون نوابكم لأهدافهم وهم على أصواتكم يتربعون.
أُقسم أن الشعب والحكومة مشتركون في الجريمة نفسها، جريمة الفساد والمفسدين، وأنتم معهم متعاونون بل تشدون على أيديهم وتسرقون حقوق الفقراء ولقمة عيشهم غير مبالين.
“حسبي الله ونعم الوكيل”
ندائي إلى الأحرار كلهم في هذا الوطن، الشرفاء الباقين الذين لا يبيعون ضمائرهم ولا يبيعون أصواتهم، أنتم الْيَوْمَ الأمناء على هذا الوطن، فلنقف صفا واحدا نتحدى الفساد المستشري في أنحاء البلد كأذرع الأخطبوط …
أُريد أصواتكم وصوتي أن تصل إلى صاحب القرار، بضرورة إعادة تنظيم كل معطيات الدولة بمسؤوليها من وزراء ونواب وآلية تعيينهم والرقابة الكاملة على مؤسسات الدولة والعاملين فيها ووقف الفساد المتفشي فيها ومعاقبة المفسدين أشد عقاب  والنظر إلى الفئات المهمشة الفقيرة والمعدومة، وتلبية احتياجاتهم، واستثنائهم من أي زيادة أو إرتفاع أسعار السلع، وعمل مؤسسات خاصة في مناطقهم مدعومة من قبل الدولة وتعود للدولة، والنظر إلى كل ما يخص حقوقهم الإنسانية ومطالبهم، وتسهيل أمورهم الحياتية وإمدادهم بالغذاء والكساء والدواء وكل متطلبات الحياة والاهتمام بمدارسهم وتعليم ابنائهم وتحسينها لكي يعم الأمان والاستقرار أُردننا الحبيب في ظل صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى.
ودمتم طيبين

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

بيان عربي يؤكد ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة

الأول نيوز- أكد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، المنعقد في دورة غير عادية …