الأول نيوز – فقدت الحركة الفنية والوطنية الفلسطينية فنانة ملتزمة، وخيم الحزن على الشعب الفلسطيني مع بذوخ فجر اليوم السبت، عندما أُعلن عن وفاة فنانة فلسطين ريم البنا بعد صراعٍ طويل مع سرطان الثدي، حيثُ كانت قد أُصيبت به منذ تسع سنوات، وأعلنت توقفها عن الغناء في 2016.

“بالأمس .. كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي ..
فكان علي أن أخترع سيناريو ..
فقلت …
لا تخافوا.. هذا الجسد كقميص رثّ.. لا يدوم ..
حين أخلعه ..
سأهرب خلسة من بين الورد المسجّى في الصندوق ..
وأترك الجنازة “وخراريف العزاء” عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام … مراقبة الأخريات الداخلات .. والروائح المحتقنة …
وسأجري كغزالة إلى بيتي …
سأطهو وجبة عشاء طيبة ..
سأرتب البيت وأشعل الشموع …
وأنتظر عودتكم في الشرفة كالعادة ..
أجلس مع فنجان الميرمية ..
أرقب مرج ابن عامر ..
وأقول .. هذه الحياة جميلة
والموت كالتاريخ ..
فصل مزيّف ..”.

درست ريم الموسيقى والغناء في المعهد العالي للموسيقى في موسكو، وتخرجت عام 1991 بعد ست سنوات أكاديمية، درست خلالها الغناء الحديث وقيادة المجموعات الموسيقية.
وعام 1991 تزوجت ريم الموسيقي الأوكراني ليونيد أليكسيانكو، الذي درس الموسيقى والغناء معها في المعهد العالي للموسيقى بموسكو، حيث كانا يعملان معاً في مجال الموسيقى والتأليف.

عاشا معا في الناصرة ولكن زواجهما لم يدم طويلاً وتطلقا في 2010، وبقيت تعيش في مسقط رأسها مدينة الناصرة مع أطفالها الثلاث.
يتميز أسلوبها الموسيقي بدمج التهاليل الفلسطينية التراثية بالموسيقى العصرية.
بداية حياتها

أحبت ريم الغناء منذ أن كانت صغيرة، واشتركت في العديد من المناسبات الفنية منها مهرجان ذكرى يوم الأرض في 30 من آذار/ مارس، وغيرها من المناسبات الوطنية والسياسية، كما شاركت في الاحتفالات التي كانت تقيمها مدرستها- المدرسة المعمدانية- بالناصرة.
بدأت ريم حياتها الفنية عندما كانت في العاشرة من عمرها، درست الموسيقى والغناء في المعهد العالي للموسيقى (Gnesins) في موسكو، وتخصصت في الغناء الحديث وقيادة مجموعات غنائية، أنهت ريم دراستها الأكاديمية التي كانت مدتها ست سنوات، وتخرجت عام 1991، أثناء هذه المدة أصدرت ريم ألبومين من الغناء الحي وهما: جفرا، ودموعك يا أمى.
جمهورها الأوروبي

بعد ذلك ذهبت ريم إلى أوسلو، بعد أن قبلت دعوة كارى بريمنس بالذهاب إلى هناك حيث قدم المغنيان عرضاً مشتركاً.
ثم ألبوم “رسالة موسيقية ضد الحرب إلى الرئيس الأمريكي بوش من مغنيات من فلسطين والعراق وإيران والنرويج”، جمع هؤلاء السيدات معاً وأخريات من كوريا الشمالية وسوريا وكوبا وأفغانستان، لغناء تهويدات من ثقافاتهم في شكل ثنائي مع عرض أغانيهم باللغة الإنجليزية، مما ساهم في وصول الأغانى إلى قلوب الجمهور الغربي.

وتم إنتاج الألبوم بالتعاون مع خمسة من النرويجيين العاملين بمجال الموسيقى، وما يميز هذا الألبوم هو امتزاج أسلوب الغناء الغربي المُسمى بوب (pop) مع اسلوب الغناء الشرقي والبنية الصوتية الشرقية إلى جانب الكلمات العربية.
بالرغم من اختلاف أسلوبها الغنائي هذا عن سابقيه، ظل محتوى المضمون الغنائي ثابتاً، يتضمن الألبوم أغانِ يشوبها اليأس والأمل عن حياة هؤلاء الذين يكافحون للعيش، وكذلك أغنية عن الزعيم والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بطريقة مدروسة وخفية.
رسالة ريم الفنية
رفع مستوى الأغنية العربية الفلسطينية التراثية وغير التراثية إلى مستوى الأغنية العالمية، تنمية القدرة على الاستماع إلى الموسيقى والغناء الرائج إلى مستوى عربي ودولي مناسب إلى جانب تحرير الأغنية العربية من المؤثرات السلبية.
أغنية ريم بنا – أحبّك حبّين