راشد البرماوي-
يستلمون عهدتهم كل طالع عام دراسي ، ويشرعون بوضع الخطط اليومية والشهرية والفصلية والسنوية لتنظيم العمل ، على أمل تسليم ما استلموا نهاية العام وقد لبس ثوبا جديدا مطرزا بأغلى ما يمكن أن يفخر به المرء ، وهو العلم.
وتلك العهدة ليست بضاعة ولا متاع ،ولكنها نفوس وأدمغة …. تحتاج من يربيها خير تربية ، ويوجهها وجهتها الصحيحة، ويعمق تفكيرها الناقد البناء، ويعلمها النظام وأسسه وقواعده وأهميته في حياة الفرد والمجتمع .
ولا يغيب عن بال الجميع أن الجانب السلوكي يشكل ركيزة أساسية في دور المعلم وأنه يعمل يوميا على أن يتمثل طلبته القويم منها ليكونوا هداة مهدين …..
كما أن غرس قيم الولاء والانتماء ، وحب الوطن والقيادة كلها أبجديات عمل المعلم وما انفك يوما عن تجذير مفاهيمها وطرق التعبير عنها نظريا وعمليا في وجدان أبناء وبنات الأردن. يفعل ذلك كله وهو قابض على الجمر، ويقف في خندق الوطن رغم الجراح والأنين …. رغم التهميش … رغم اضطراره للعمل بمهنة أخرى في المساء ، وقد تراه صاحب بسطة على احدى الطرقات ،أو سائق تكسي ، أو كاشير أو …….
ذلك لأنه من أصحاب الدخل المتدني ، وراتبه لا يكفيه نصف الشهر …..
لقد جاءت كلماتك قاسية بحق معلمي الأجيال وغير متوقعة من كاتب نهل من العلم الكثير ولا بد أنه تأثر بأحد هؤلاء المعلمين وله الفضل عليه حتى صار أسامه الكاتب بلغة اعطاء الحقوق لا بلغة التعييب ….
أما وقد كتبت وقرأنا ما خط قلمك في مقالك في موقع الأول نيوز والذي تترأس تحريره فاسمح لي أن أضع القارئ الكريم والمجتمع المثقف بحقائق الأمور …..
أولا : ان الاضراب الذي نفذ اليوم الخميس 26/4/2018 لم يكن مفتوحا وانما كان جزئيا وبعد الحصة الثالثة في المدارس وبعد الساعة الحادية عشرة في مديريات التربية والتعليم التزاما بقرار نقابة المعلمين.
ثانيا : الاضراب موضع الحديث لم يكن كما ذكرت احتجاجا على نظام البصمة، وانما احتجاجا ورفضا للتعديلات الظالمة على نظام الخدمة المدنية ومنحنى توزيع التقارير السنوية .
ثالثا : لقد كان هناك لقاءات عدة بين النقابة والوزارة لبحث نظام البصمة وأثره وخصوصية دوام المعلمين ، وقد خرجت بتوافقات قامت الوزارة والنقابة بتعميمها على الميدان مع المحافظة على استمرارية الحوار في هذا الشأن للوصول الى تفاهمات جديدة ….
رابعا والأهم : ما ذيلت به عنوان مقالك كلمة (فضيحة) هذه لا تنطبق على من يعلمون الناس القرآن والسنة المحمدية وعلوم اللغات والطبيعة والتاريخ والجغرافيا وجميع صنوف العلم والمعرفة …. فهو يحارب الفضائح ويطمسها ويستر العيوب ويحن على الصغير ويكرم الكبير ….. حتى وان اعترض المعلمون على نظام البصمة فهذا لا يعني أبدا أنهم ضد النظام وضد الانضباط ولكنك لا تعلم ….
1- أن المعلم ليس له اجازات سنوية لينجز معاملاته في مختلف المؤسسات .
2- أن المعلم لا يستطيع استلام فتات راتبه الا بعد انهاء حصصه .
3- أن المعلم يحمل لبيته دفاتر التحضير ودفاتر الواجبات وأوراق الامتحانات ودفاترها وغيرها من السجلات ….
4- أن المعلم يشرب كأس الشاي وهو واقف على أعصابه في الاستراحة وقد يكون محظوظا في ذلك اليوم ان تناول سندويشة فلافل ممزوحة بغبار لعب الطلاب ….
5_ أن المعلم هو الموظف الوحيد الذي يرفع العلم يوميا ويتهيأ وينشد النشيد الوطني مع طلابه …
6- أن المعلم هو كادر الدولة في انجاح كل الاستحقاقات الدستورية وذلك لأنهم عصب الانتخابات بلجانها وهم في كل مرة يديروها باقتدار .
خامسا : ان المعلمين ونقابتهم اذ يتصدون لنظام الخدمة المدنية الجائر ليتحملون مسؤولية الدفاع عن جميع موظفي الدولة لأنه جميعا متضررين منه وهنا هم ضميرهم في ظل غياب مختلف النقابات عن الحدث ….
سادسا : لم يكن يوما الطالب وسيلة معلميه لانتزاع حقوقه ، وانما هم أكبر همه وشغله الشاغل ولكن لا بد من ايصال الرسالة ، ونحن نأمل من المجتمع الانصاف والوقوف مع الحق.
سابعا : لقد قام المعلمون اليوم بتنظيم مغادرة الطلاب في كافة المدارس ومرافقتهم للشارع لضمان سلاسة المغادرة وهم يعرفون كيف يعوضونهم عن حصص نصف هذا اليوم الدراسي وستتولى ادارات المدارس ترتيب جداول التعويض المناسبة ليأخذ الطالب حقه وزيادة .
ثامنا : أسجل عتبي عليك أستاذ أسامه نيابة عن نقابتنا وعن معلميها ، وعاش المعلم نبراسا للعلم والمعرفة . والله الموفق …..
الوسومالمعلمون لا يرتكبون فضائح ردا على اسامة الرنتيسي
شاهد أيضاً
الملكة رانيا خلال إفطار للشباب: قيمنا الإنسانية رأس مالنا ويجب الحفاظ عليها بقدر سعينا للتطور
الأول نيوز – أقامت جلالة الملكة رانيا العبدالله، أمس الأربعاء، إفطاراً في قصر الحسينية لعدد …