السبت , سبتمبر 21 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

قازان رئة روسيا الى العالم الاسلامي

د. شهاب المكاحله – روسيا-

 
تشهد جمهورية تتارستان قمة “قازان الاقتصادية الدولية العاشرة”  بعنوان “الحلال أسلوب الحياة” في الفترة من 10-12 مايو 2018 بمشاركة أكثر من 1000 مسؤول واقتصادي واعلاميمن روسيا والعالم الاسلامي للبحث في فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين روسيا والدول الاسلامية بمشاركة 53 دولة. لكن لماذا هذه القمة في قازان؟
بدأت القمة بكلمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي رحب بالمشاركين فيها قائلا: “أرحب بكم بحرارة بمناسبة افتتاح القمة الاقتصادية الدولية العاشرة “روسيا والعالم الإسلامي”، مؤكدا على استمرار دعم روسيا لجهود الدول المشاركة فى القمة التي تهدف إلى تعزيز مبادئ العدل والمساواة والمنفعة المتبادلة فى العلاقات الاقتصادية الدولية.
يبدو أن روسيا تسعى من خلال هذا المؤتمر الى الدخول الى بوابة العالم العربي والاسلامي من أوسع ابوابه لأن في روسيا 20 مليون مسلم يشكلون 15 بالمائة من سكان الاتحاد الروسي  لذلك فإن هذا المنتدى الاقتصادي والاستثماري الذي تحتضنه العاصمة التتارستانية كل عام، يساهم بشكل فاعل في بناء علاقات استثمارية مع العالم الإسلامي. وتبحث القمة 14 محورا: التجارة الحلال وتعزيز التصدير، والمسؤولية الاجتماعية للشركات، والبيئة والاقتصاد، وتعزيز مؤسسات التنمية، والتمويل والاستثمار الجماعي، والعمل المتبادل، والتمويل الإسلامي والبنوك، إضافة إلى معرض الاستثمار، ومنتدى ريادة أعمال الشباب لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والتعليم الإسلامي، والسياحة.
فمنذ بدء سلسلة القمم منذ عام 2009 حصلت تتارستان على ما يقارب من 5 مليار دولار استثمارات اسلامية في البنى التحتية ناهيك بارتفاع اجمالي التبادل التجاري بين منظمة العالم الاسلامي والاتحاد الروسي الى أكثر من 45 مليار دولار في نهاية 2017 بزيادة 3 مليارات  دولارفي العام 2016. واليوم تركز روسيا على استقطاب المنتجات المالية الإسلامية التي تشكل 1.8 تريليون دولار على المستوى العالمي، ما يعادل 7 بالمائة من المنتجات المالية المصرفية العالمية.
واليوم لا يزال التعاون الروسي مع العالم الاسلامي اقل من المتوقع، حسب ما صرح به رئيس تتارستان رستم مينخانوف، إذ قال: ” إن الشركات في البلدان الإسلامية لا تستثمر بشكل مباشر في المناطق الروسية، لكنها تفعل ذلك من خلال جمعيات حكومية فيديرالية، وتقوم بتنفيذ المشاريع الكبيرة فقط. وبالتالي فإن هذا السلوك لا يتيح لنا إقامة التعاون على المستوى الذي نريده”. وطالب بتفعيل صناعة الحلال وبناء القدرات في مجال التجارة والاستثمار.
وعن سر اختيار قازان لانعقاد المؤتمر فإن المدينة وهي مركز جمهورية تتارستان تعتبر منصة موحدة لكل من يسعى إلى توسيع التعاون الاقتصادي بين روسيا وأقاليمها والدول الإسلامية، وتعد تتارستان بوابة على العالم الإسلامي. ومن الجدير بالذكر أن المجتمع المسلم في روسيا  يقسم الى قسمين مهمين هما: مسلمو التتار والبشكير، والفرع الآخر هم مسلمو شمال القوقاز. ويعتبر التتار أكبر جماعة مسلمة داخل الاتحاد الروسي لذلك كان سر انعقاد المؤتمر منذ عام 2009 في تتارستان إذ يبلغ تعداد المسلمين فيها ما يقارب 7 مليون يقطنون جمهوريتي تتارستان وبشكيريا.
ففي يناير 2018 كان الرئيس الروسي قد تحدث خلال اجتماعه بالمفتين ورؤساء الإدارات الدينية المركزية لمسلمي روسيا الاتحادية، ورئيس أكاديمية بولغار الإسلامية، بأن الإسلام والأمة الإسلامية جزء مهم وأصيل من الشعب الروسي متعدد الأعراق، مؤكدا  أن التعاون بين مؤسسات التعليم العالي الروسية، والمؤسسات التعليمية الإسلامية يتيح الارتقاء بمستوى التعليم الإسلامي إلى مستويات جديدة، وجعله تعليما أساسيا.
وتعتبر منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تأسست في العام 1969 ومقرها مدينة جدة، والتي تحول إسمها فيما بعد إلى منظمة التعاون الاسلامي، أكبر مؤسسة إسلامية، وتضم في عضويتها 57 دولة إسلامية يشكل سكانها نحو 20 بالمائة من سكان العالم، كما وتتمتع بـ 70 بالمائة من مصادر الطاقة ونحو 40 بالمائة من المواد الخام.وكانت روسيا قد انضمت في عام 2005 إلى هذه المنظمة بصفة عضو مراقب، وافتتحت ممثلية لها لدى المنظمة في العام 2008.
يبدو أن روسيا ترى اليوم في نفسها لاعبا اساسيا في العالم العربي والاسلامي ليس بحكم ثقلها الاستراتيجي والعسكري والموقع الجيوسياسي فحسب بل بحكم ثقل المسلمين فيها وتأثيرهم على الدول العربية والاسلامية. فقد نشهد قريبا تعاونا روسيا اسلاميا شبيها بالمنظمة يكون لروسيا فيه تمثليلا كبيرا يتيح لها التأثير في القرارات التي يتم اتخاذها على مستوى العالم الاسلامي وقضايا المسلمين المصيرية.
 
 
 
 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

صدمات انتخابية

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – بالله عليكم ما حد يزعل، وخذوا الانتقاد بروح …