السبت , سبتمبر 21 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

بديل محمود عباس.. جاهز أم يتم تصنيعه؟!

أسامة الرنتيسي –
 
مُنشغلٌ الإعلام الإسرائيلي كثيرا هذه الأيام في الحديث “عمّن سيخلف الرئيس محمود عباس…” ولهذا الانشغال أسباب عديدة، أبرزها سببان:
الأول؛ هم يعرفون جيدا أن محمود عباس على مشارف منتصف الثمانين من العمر، ووضعه الصحي غير مستقر، وغيابه قد يعطل المشروعات المطروحة، كما أنه يتصف بالنزق والحرد السياسي، ومثلما يصفه السياسي والبرلماني المخضرم الصديق الدكتور ممدوح العبادي بأنه “رجل دقر..”.
وثانيا؛ يريد الإعلام الإسرائيلي ومن ورائه الدولة العبرية، أن يشاركا فعلا في صناعة زعامات جديدة للشعب الفلسطيني بعيدا عن الهيئات والمؤسسات والشعب الفلسطيني.
يطرح الإعلام الإسرائيلي ثلاثة اسماء لوراثة زعامة عباس، أبرزهم مروان البرغوثي القابع في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002 والمحكوم بعدة مؤبدات، والضمير الحي لحركة فتح منذ الانتفاضة الأولى، بعد أن فقدت الحركة الرموز التأريخية، رغم أن المؤتمر الاخير للحركة شلح البرغوثي من صلاحياته ودوره القيادي.
والثاني جبريل الرجوب، رجل الأمن في السلطة الفلسطينية، وحاكم الضفة الغربية في زمن المرحوم ياسر عرفات، عندما كان الأمن الوقائي يصول ويجول في الضفة، والذي ابتعد في الفترة الأخيرة عن العمل السياسي المباشر، واختار الرياضة والتجارة.
والثالث، محمد دحلان، رجل أمن غزة القوي الذي سقط خلال ساعات أمام قوات حماس في حركة الانقلاب العسكري، والمتهم بمحاولة الانقلاب على شرعية عرفات، وبعد ذلك على عباس، وصاحب فضائح كثيرة وأشكالها متعددة، حتى قرار فصله من فتح، كان أيضا فضيحة أخرى للمؤسسة الفلسطينية، ولحركة فتح تحديدا، وشعبيا عليه مئات علامات الاستفهام.
البرغوثي يقبع في سجون الاحتلال ولا أمل بالافراج عنه حتى لو انتخبه الشعب الفلسطيني رئيسا، فهو متهم بقتل إسرائيليين حسب الرواية الإسرائيلية، وهو رافعة قوية لتقوية حركة فتح في مواجهة حركة حماس إذا حصلت الانتخابات، وشخصية فيها من الكاريزما المحببة عند الشعب الفلسطيني، ولهذا فلن يجد له طريقا على الحسبة الإسرائيلية.
والرجوب، تراجع حضوره السياسي داخل حركة فتح كثيرا برغم انتخابه عضوا في لجنتها المركزية في مؤتمرها الأخير، كما انطفأ وهج علاقاته بالأجهزة الأمنية بعد ابتعاده عنها، وهو شخصية ليست قريبة من قلوب الفلسطينيين.
يبقى دحلان، المستقر حاليا في دولة الإمارات العربية، ويعمل مستشارا رسميا لولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ويمول وسائل إعلامية للوقوف في وجه جماعة الإخوان المسلمين، ويقال إن له في أعمال البزنس الكثير، وفي عدة دول، كما قام عباس بفصله من حركة فتح وهو يعرف جيدا أن دحلان مدعوم جيدا إسرائيليا وأمريكيا وأوروبيا، ولديه أصدقاء عرب كثيرون، وحماية قد لا تتوفر لأي قيادي فلسطيني غيره.
مشكلة السلطة الفلسطينية مثل كل الأنظمة الشمولية العربية، فلا نائب للرئيس يتولى الحكم بعد  وفاته، ولم يحاول عباس خلال السنوات الماضية، مثلما فعل سلفه عرفات، خلق البديل والنائب في حالة الغياب، لهذا لن تكون عملية نقل السلطة لشخص آخر سهلة.
في المؤسسة الفلسطينية قد يكون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني هو الرئيس المؤقت، لكن سليم الزعنون أيضا في أواخر العمر ولا تساعده صحته في اتمام عملية نقل السلطة، وزعيم فتح الثاني بعد عباس نائبه محمود العالول شخصية وطنية محترمة لكن ليس له روافع وعلاقات خارج حركة فتح والمؤسسات الفلسطينية، ولهذا فإن القادم أخطر.
في مباحثات واي ريفير، بين الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون والمرحوم عرفات، طلب كلينتون من مصور البيت الأبيض ان يأخذ له صورة مع دحلان، وقال يومها هذا من الزعامات الشابة المقبلة في العالم العربي، والبقية عندكم.
والدايم الله…

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

صدمات انتخابية

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – بالله عليكم ما حد يزعل، وخذوا الانتقاد بروح …