مقالات مشابهة
الأول نيوز – أسامة الرنتيسي-
للاستقلال في الزمن الصعب طعم خاص, طعم برائحة الكرامة والاحساس بقيمة الوطن الحر.
لكن الاستقلال, والاحتفال بمرور 72 عاما على انجازه, نقاط وعلامات تضاء في القلوب من خلال المحافظة على انجازات الاستقلال, وتعظيم ايجابياتها, والبناء على النماذج الايجابية فيها, ومعالجة كل ما علق من سلبيات حولها.
فالاستقلال تضاء نسماته في قلوب ابناء الوطن, ولا تضاء بالبذخ غير المحمود في الشوارع.
منذ ايام, تركت امانة عمان والجهات الأخرى المعنية في احتفالات عيد الاستقلال, اجزاء من مهماتها, وتوسعت في انارة الشوارع العامة باشكال جميلة فعلا, وحملة واسعة من اليافطات والشعارات، لا تتناسب مع الاوضاع التقشفية التي تنادي بها الحكومة, كما تنادت لها جهات أخرى مشكورة بضبط نفقاتها.
تجميل شوارع عمان وكل المدن الاردنية, لا ينعكس فقط من خلال زيادة الإنارة في الشوارع, وتعليق الاشكال والاعلام المضاءة بالكهرباء وببذخ شديد في وقت تشكو فيه الحكومة من تضخم فاتورة الكهرباء, وتكاليف توليدها المرتفعة.
تجميل شوارع عمان احتفالا بالاستقلال يتطلب الاهتمام اكثر بالنظافة التي كانت عمان تفاخر بها جميع العواصم العربية, لكننا نشهد تراجعا وشكاوى عديدة من المواطنين, من ضعف اعمال النظافة في معظم مناطق العاصمة.
اكثر ما يجب ان نتعلمه من الاستقلال وذكراه المجيدة, كيف نحافظ على معاني الاستقلال ونصونها من اي عثرات, والعثرة الاولى التي قد تصيب الاستقلال أن يشعر المواطن انه غير مستقل ماليا ومعيشيا, وأن حياته مرهونة لجهات أخرى.
علينا أن نتعلم ان صيانة الاستقلال في الفترات الصعبة اهم بكثير من إدامة مظاهر البذخ الذي تعود عليها مسؤولونا, ولا يعترفون اننا نمر بأزمة, ويتوهمون أن انجازاتهم وولاءهم يظهر من خلال الاهتمام ببعض الشكليات التي لم تعد مقياسا للعمل والنجاح.
نحتفل بالاستقلال برؤوس مرفوعة وهامات تعانق السماء, وعشق الاوطان منقوش في القلوب, لا في مظاهر مكلفة جدا على خزينة الدولة, وفوق هذا ضارة في البيئة, ونحن في الصيف وارتفاع درجات حرارته.
