السبت , أكتوبر 19 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

الثراء لم يعد سعادة.. إنما كابوس!..معادلة الاستعانة بالذئاب لمقاتلة الضباع!

ماهر سلامة – الأول نيوز –

لقد أثبتت أزمة الكورونا والعصف العالمي بكل قوانين الاْمم المتحدة وما تمر به الدول العظمى الآن،أن الثروات باتت تجلب الكوابيس لاْصحابها، فمن الصرخات ضد الفساد في كل مكان وصَوْب، وصولا الى محاكمات هؤلاء أو المطالبة بها، بات أصحاب الثروات في مأزق حقيقي، عاجزين عن شراء النوم برغم غرف النوم الفارهة، أو تحقيق السكينة أو السلام الداخلي برغم غرف الفلل الفارهة، وهذا ينطبق على أفراد وأوطان بكاملها تعاني من الفساد والطائفية واحتكار الحكم والفساد في مختبر لبنان، فما يحصل في لبنان قد يحصل في أي مكان.
فكل يبحث عن أمان ما خارجي الطابع، خاصة إن دخل في مغامرات السيطرة على الثروات وتهريبها الى الخارج، إضافة الى أزمات صراع النفوذ. صاحب الثروة هذا سيضطر مستعينا بثروته حتى المغامرة بتقاسمها مع منافسيه السابقين، أو حتى أعداء الماضي للحفاظ على منابعها وتدفقاتها، ومساعدته على طرد منافسيه الآنيين.
في الحقيقة هذه هي معادلة الاستعانة بالذئاب لمقاتلة الضباع حين تنتهي من افتراس الخراف. وهذا ما نشهده في مختبرات لبنان وليبيا واليمن والعراق.

كان من الاْجدر أن يعرف هؤلاء أن معادلات أمريكا والغرب قد تغيرت تُجاه منطقتنا، فأزمتهم تحتم عليهم تغيير المعادلات، والشخوص، وأنظمة انفاق المال والاستحواذ عليه وعلى الثروات من غاز ونفط وغيرهما.
لن يعود الغرب يعتمد على الاكتفاء بحصص، لا بل بكل الحصة، سيطبق علينا الغرب نظام “ضريبي” دُولي ندفعه يوميا، سيضعون عدادات على حساباتنا، وسيطالبون بنظام دُولي جديد، وطرق حكم جديدة تطبق هذه المعايير الجديدة.
لن يعودوا يشترون “مضطرين” النفط الروسي، فسيحصلون على النفط والغاز مجانا من أي مكان، ولن يعودوا محتاجين الى حارس اسرائيلي يكلفهم الكثير، ففي النهاية فهؤلاء الاْنانيون يعتبرون أنفسهم ونمط حياتهم أهم من اسرائيل..
مهما داهنتهم، فالنادي الدُّولي (الغربي الاْمريكي) يعرف من يهرب الى الاْمام، وقد يكون أول الضحايا، نحن في العالم الثالث نَمُر بمرحلة حسم معركة مهولة بين روسيا والصين من جهة والغرب الاْمريكي من جهة أخرى.

كان على مستشاريكم دراسة هذه المخاطر المقبلة، والاْهم دراسة البدائل المتاحة، والخروج من عنق الزجاجة، بدل ترك الدهماء والجهلة وإعلامهم يسحجون لجحيم مقبل علينا لا محالة.
حتى اسرائيل هي الاْخرى لن تنجو مهما داهنت الغرب بأهمية وجودها في المنطقة، فالغرب ضمن خطته المقبلة لن تكون اسرائيل ولا نتنياهو الفاسد بالاْهمية السابقة، لذا ترى الهجوم على اسرائيل وعلى اللوبي الصهيوني في ندوات وخطابات السياسيين والصحافيين والمثقفين ومحافل الغرب وأمريكا بات بلا محاسبة ومسموحة وتملاْ وسائل التواصل.
حتى الرئيس ترامب ابتز اللوبي الصهيوني في خطاب له أمام الاْيباك مؤخرا بقوله “إنني أدعمكم في وقت أنتم تعلمون أن كثيرا جدا من اليهود ضدكم”، ترامب لم يأتِ الى الحكم ليلعب، ترامب يغير المعادلات الاْمريكية والدُّولية، وهو يسعى لنيل كل الاْصوات ليكمل دوره في تغيير العالم، وما سيساعده هو اختيار بايدن كامالا هاريس نائبة له، وهذا سيكون مقتل الديمقراطيين.
الغرب قد أثرى وطور علمه واختراعاته من العالم الثالث، ولا حل له إلا السيطرة المباشرة على العالم الثالث كاملا لينافس الصين.
وأكثر ما يضحك! فمن فرط يأس الكثيرين، دأب كثير من بسطاء التفكير المراهنة على العثمانيين الاْتراك لتغيير مصيرهم وذلك بوضع شعار الحكم العثماني في بيوتهم؟!! ومن قال أن مصير أردوغان أصلا مضمون!…
نحن هنا كمن يريد أن يقاتل صاروخا كونيا بسيف معدني أردوغاني!!. ما فعله ويفعله طمع أردوغان، ينافسهم على النفط والغاز، لينافس الصين، وبوجوده في ليبيا النفطية ولبنان الواعدة بالغاز وكردستان الثرية وسورية الكنز القادم سيفرض وجوده اقتصاديا في الاتحاد الأوروبي ويقبلونه، ويحتل مقعدا في المجموعة الاْوروبية!.
أفيقوا؛ القصة كبيرة والضباع لن تقف أمام الذئاب، وكونوا أسودا لاْوطانكم، واعرفوا من هو العدو ومن هو الصديق.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

كلمة السر – نموذج عالمي بهوية عربية أردنية

الاول نيوز – نسرين قطامش  مدير عام مؤسسة الحسين للسرطان يواجه الأردن – كما العالم …