أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز –
لأنها القدس؛ عاصمة الدنيا، فإن أغنية من جنوب أفريقيا تُغنّى بلغة الزولو لا بالعربية، تحصد قلوب العالم في وقت يبيع العرب العاربة القدس بفتات اتفاقيات لا تخدم أحدًا سوى نتنياهو في أزماته القذرة وفساده الفاقع.
أغنية (القدس بيتي) او جيروساليما Jerusalema التي غُنيّت بإحدى اللهجات المحلية في جنوب أفريقيا حصلت على قرابة 134 مليون مشاهدة حتى يوم الاثنين.
أغنية “جيروساليما” من “ماستر كيه جي”، واسمه الحقيقي “كجاوجيلو مواج” انتشرت على مستوى العالم، كما خرجت تحديات للرقص على أنغام هذه الأغنية.
ومن شواطئ جنوب أفريقيا إلى مستشفياتها حيث يكافح العاملون فيها فيروس كورونا، ومن مشاة البحرية الإيطالية إلى الرهبان خارج الفاتيكان، تمت إعادة إنتاج الرقصة في عدد كبير من مقاطع الفيديو المنزلية حول العالم مثلما حدث مع أغاني حققت نجاحًا ساحقًا مثل “ماكارينا” أو “جانجنام ستايل”.
ويقول “ماستر كيه جي”، الذي يغني بلغة الزولو، “لم نتوقع ذلك على الإطلاق، أتأثر عاطفيًا عندما أرى أشخاصًا في ألمانيا أو سويسرا أو أجزاءً أخرى من العالم يرقصون على لحني.. هذا يرفع الروح المعنوية”.
أجمل ما في هذا العمل الابداعي العظيم هو انتصار الفن على الإرهاب، وانتصار الثقافة والحضارة على التخلف، انتصار الإنسانية برقي شعوبها حتى لو كانوا فقراء على أهم رأسماليات العالم وقواه العدوانية.
لقد فعلت هذه الأغنية ما لم تفعله الدبابات والبيانات والخطابات والمنابر والمؤسسات الفارغة من محتواها مثل الجامعة العربية التي لم يعد هناك سبب لبقاء مكاتبها وتنفيع رجالاتها.
في العالم العربي والإسلامي هناك ما يستحق الثورة أكثر من اتفاقيات باهتة، هناك القدس، فهل نَسيتُم القدس يا عرب؟.
في المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية الشهيرة برعاية أمريكية في واي ريفير في 23 أكتوبر 1998 ، عندما وجّه الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون حديثه بالنصيحة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بأن عليك أن توافق فورا على العرض الإسرائيلي بالانسحاب من 91 % من أراضي الضفة الغربية، لأنك لن تحصل على أفضل من ذلك مستقبلا، ردّ عرفات وبلهجته المصرية المكسّرة، “إلا القدس يا سيادة الرئيس، ما أقدرش، دي وراها مليار مسلم، وهي في عهدة كل الحكام العرب والمسلمين .”
القدس التي تُنفّذُ حكومات إسرائيل ومنظمات المستوطنين منذ سنوات خطة لتطويق المدينة القديمة بتسع حدائق عامة وممرات للمشاة وغيرها من المواقع، بهدف إجراء تغيير جذري في الوضع القائم في المدينة، لتعزيز القدس عاصمة لإسرائيل. الخطة كانت سرّية جدا، والآن اصبحت علنية، الدافع من ورائها كما قالت منظمة إسرائيلية مستقلة، مستوحى من أيديولوجية اليمين المتطرف، لفرض هيمنة إسرائيل على المنطقة الواقعة حول المدينة القديمة.
وتكشف كيف أن الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين يعملون هيئة واحدة، يفرضون هيمنة توراتية على القدس، من خلال ربط مستوطنة أرمون هاناتزيف المتاخمة لجبل المكبّر وحي سلوان جنوب القدس ورأس العامود وجبل الزيتون في الشرق والشيخ جراح في الشمال.
والخطة واضحة تماما، تريد أن تُخرج القدس من أي مشروع حل سياسي في المستقبل، كما تُخرج إسرائيل الآن قضية حق العودة من أي مشروعات سياسية.
ما تتعرض له القدس خطير جدا، ولن تحميها الاجتماعات، وإصدار البيانات، وإقامة المهرجانات، وتأليف اللجان.
القدس، التي كانت ذات يوم عروس عروبتنا، مثلما أبدع الشاعر الكبير مظفّر النَّواب..
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها وسحبتم كل خناجركم ،
وتنافختم شرفا وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض ؟؟
فما أشرفكم…… ! .
الدايم الله….