الدكتور زياد ابو الهيجاء –
الأول نيوز –
وكانت أحب الأسماء ألى قلبه ياابن أخي جميل: أبوجميل ، وكان الرفاق القدامى يحبون مناداته ، حنينا ومحبة ، باسمه الذي اشتهر به : أبوذراع، وهو اسم أطلقه عليه مناضل قديم ، حين لاحظ قوته الجسدية وعضلات ذراعه الفتية في ذلك الوقت من نهاية الستينات.
والده كان أحد أبطال الكتيبة 68 ، وهي كتيبة فدائيين فلسطينيين ، اسسها الجيش السوري ، في الخمسينات ، ولكنها تلاشت بسبب الانقلابات الكثيرة في سوريا ، بل إن بعض ضباطها تم اعتقالهم بتهمة مساندة احد الانقلابات العسكرية.
في عمان ، بعد ايام من معركة الكرامة ، أرسل الوالد ابنه مروان ، لشراء كاز للمدفأة ، وفي طريقه حاملا جالون الكاز ،:انتبه الفتى مروان ألى حافلة يتسابق لصعودها شباب ، يودعهم أباء وامهات ويدعون لهم بالنصر، ففهم بسرعة أن الشباب يلتحقون بالفدائيين ، ترك جالون الكاز وصعد في الباص ، ليجد نفسه بعد ساعات في معسكر تدريب لحركة فتح.
يوم أمس ، كتب الاخ اللواء ابو الطيب عن ابي جميل ، فذكر بطولات له كثيرة ، وهو فعلا بطل حقيقي خلوق محب.
عام 1977 ، طلب القائد الشهيد ماجد أبوشرار ، من الأخ فتحي علوان مسؤول إدارة الأعلام ، إنشاء مجموعة حراسة لمكاتب الإعلام ، مستقلة وغير مفروزة من أي جهاز أمني فلسطيني ، وهناك تعرفت على مروان الكبير ، والتقينا مجددا في عمان ، حيث كنا نلتقي يوميا ، وكان مكتبه ملاصقا لمكتبي ، ولكنه كان يفضل الجلوس معي في مكتبي حيث يجتمع قدامى المناضلين: اللواء وليد عباس ، اللواء أديب ، طارق الجابي ، اللواء ماجد حيمور ، وليد غانم ، ابراهيم الطيون ، ابراهيم الشيخ ،اللواء مازن حجازي ، وكنا افتقدنا الصديق الحبيب ابوعطا قبل سنوات ، وعذرا لمن نسيت ذكر اسمه من رواد المكتب الذين جمعني معهم الوطنية الصادقة والتاريخ المشرف.
أكبر بالراحل العزيز ، أنه حين كان مسؤولا لأمن الإعلام ، حافظ على المظهر المدني ، فمن كان يدخل مكاتب وكالة الأنباء أو المجلة المركزية، لايلاحظ أي مظهر عسكري ، في بيروت الحبلى بالتفجير والرصاص.
حين قرر الشهيد القائد ماجد أبوشرار ، تعيين مروان أبوجاموس ، مسؤولا عن أمن الإعلام ، سأله عن تحصيله العلمي ، وهو تحصيل متواضع ، فطلب منه الأستماع لنشرات الأخبار ، وهو ماواظب عليه ابوجميل دائما ، فتوفرت له ثقافة جيدة ومنحته قدرة على التحليل والمناقشة.
كان أبوجميل ، يحب قيادة السيارة ، وقبل اقل من عامين ذهب إلى العقبة وعاد في نفس اليوم ، بغرض التنزه وتناول السمك.
عانى مروان أبوجاموس ، من جرح قديم أدى إلى بتر ساقه ، جرحه كان في أحد المعارك مع العدو الصهيوني ، ولم يعقه الجرح عن أن يكون واحدا من ابطال القتال في بيروت ، ضد الغزو الصهيوني عام1982.
مروان أبوجاموس ، لم يتوان يوما ، عن القيام بواجبات اجتماعية ، خاصة حين كان الأمر يتعلق بمناضلين ، وكثيرا ماتغلب على كسلي ، ليصطحبني بسيارته إلى تجمع عزاء ، وشاءت الأقدار أن يتوفاه الله في ظروف تمنع فيها مجالس العزاء.
حين نعيته أمس ، اتصلت ببعض الأصدقاء باحثا عن صورة له ، دهشت ان احدا منهم لم يجد صورة ، تذكرت صورة له حين زارني الراحل الكبير رسمي ابوعلي قبل عامين في مكتبي ، فالتقطنا صورة توسطنا فيها مروان.
فقمت بما اعرفه من تقنيات متواضعة، على استخلاص صورة لمروان بعد حذف صورتي وصورة رسمي ، ونعاه الأصدقاء بعد ذلك ، مستخدمين الصورة ذاتها.
رحمك الله يا أباجميل..مروان أبوجاموس…ابو ذراع.