أين التيارات والقوائم في الانتخابات؟

علي البطران –

الأول نيوز –

كنت قد كتبت مقالا في مستهل هذا العام الكارثي، حول تشكل ونضوج رؤية قد تكون بداية لإصلاح سياسي جدي، يبتعد عن ترسيخ المظاهر الشكلية لممارسة الديمقراطية، مثل وجود برلمان وقانون انتخاب وتوجه الناخبين الى صناديق الاقتراع، نحو التوجه الى بناء “تيارات سياسية” و “قوائم” تعكس تشكيل هذه التيارات المنشودة!

في بداية العام، كان رئيس مجلس النواب الحالي عاطف الطراونة يعد العدة لتشكيل قوائم انتخابية عابرة للدوائر والمحافظات، في محاولة لتشكيل كتلة أغلبية نيابية، تستطيع ان تسمي او تشارك في تسمية رئيس الوزراء الذي سيعاصر مجلس النواب التاسع عشر، قبل ان يختفي صاحب هذا المشروع بطريقة درامية، تعيد الى الاذهان نفس الانعكاس لمحاولة رئيس مجلس النواب الاسبق ورئيس حزب التيار الوطني عبد الهادي المجالي في دورة انتخابية سابقة!!

تيار آخر يمثل نفس المدرسة السياسية المحافظة، بدأ العمل به على عجل وفي معظم المحافظات، ضم العديد من الاسماء البارزة العاملة في الشأن العام (وزراء سابقون، نواب سابقون وحاليون، جنرالات متقاعدون، أعيان،… الخ) اطلق عليه اصحابه “تيار الميثاق الوطني”، كان حتى لفترة قريبة جدا يعتزم خوض الانتخابات – وبحسب تصريح أحد ابرز رموزه – النائب أحمد الصفدي بكل الدوائر الانتخابية ال 23 بما فيها دوائر البدو الثلاثة، التي لم يجرؤ أو يستطيع أي حزب او تيار سياسي على الترشح بها لغاية الان، هذا التيار كان من المفروض ان يتحالف مع التيار الحزبي الوحيد في الاردن (الذي تنطبق عليه شروط التيار حسب معايير لجنة شؤون الاحزاب) وهو “تيار الاحزاب الوسطية” ليشكلا معا حالة سياسية فريدة يخوضا بموجبها الانتخابات!

ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية، والذي يحافظ على تقاليده بالحضور متأخرا جدا الى المشهد الانتخابي (سواءا مشاركة أو مقاطعة)، يجهد هذه الايام محاولا الانتهاء من صياغة خريطة قوائمه وتحالفاته في بضعة دوائر، ولكن وللأسف نشهد عزوف “قيادات” هذا الائتلاف عن المشاركة المباشرة باستثناء الحزب الشيوعي الذي أعلن عن ترشيح أمينه العام فرج اطميزة وعضو المكتب السياسي للحزب ميشيل بقاعين لخوض غمار الانتخابات في دائرة الحيتان (ثالثة عمان)، مما يعكس مشاركة أغلب أحزاب الائتلاف من أجل (المشاركة فقط)!!

محاولة أخرى، شاركت شخصيا بالعمل من أجلها، خلق تيار مدني ديمقراطي اجتماعي، يضم أكبر عدد ممكن من الاحزاب والقوى والشخصيات المؤمنة بهذا التيار، لتخوض الانتخابات – أينما أمكن – من الدوائر، انتهت بلا جدوى، وانتهت الى ترشح بعض الافراد هنا وهناك ضمن قوائم مغرقة في التقليدية، تعمل بشكل فردي أقرب ما يكون الى طريقة عمل المرشحين تحت ظل قانون الصوت الواحد المجزوء سيء الصيت!!

بالامس، ومع إعلان حزب جبهة العمل الاسلامي مشاركته في الانتخابات ترشيحا واقتراعا، ربما سنشهد حضور “تيار سياسي” أوحد بمقابل مجاميع “قوائم” هلامية تقليدية، مما سيضعف من أداء حتى مرشحي التيار الاسلامي، بسبب غياب المنافسة، وتحت عنوان “لسنا الابرز ولكننا الوحيدون”!!

إذا، غياب تام للسياسة والبرامج والقوائم والتيارات السياسية، بالرغم من مشاركة كل الاحزاب السياسية الاردنية باستثناء حزب واحد “الشراكة والانقاذ” حديث التأسيس.

اسمحوا لي أن أخصص هذه الفقرة للحديث عن الدائرة الثالثة في عمان، والتي يعتبر الغياب التام للسياسة فيها – حتى الان – من عجائب الانتخابات في الاردن بالرغم من وجود الجميع! الاسلاميون هنا، معا هنا، قادمون هنا، الميثاق الوطني هنا، ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية هنا، يونس زهران وزميلته الظاهرة (روان بركات) هنا، نائب رئيس المجلس خميس عطية هنا، الشوام هنا، الشركس هنا،… الخ هنا، ولكن وياللأسف، السياسة ليست هنا، ولا تجد لها مكانا في الاردن العزيز بعد!!

عظم الله أجرك يا وطن

 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

رئيس الوزراء يلتقي كتلة إرادة والوطني الإسلامي

الأول نيوز – التقى رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسَّان، أمس الاثنين في مجلس النواب، رئيس …