الثلاثاء , مايو 14 2024 رئيس التحرير: أسامة الرنتيسي

الضغط يولد الانفجار ..قربت

الدكتورة سهام الخفش –

الأول نيوز – لم تأت هذه العبارة من فراغ ، حيث جاءت  بعد دراسات مستفيضة من البحوث  العلمية والكلينكية والتي أكدت بمجملها على خطورة الضغوطات  النفسية  على الفرد وعلى وظائف جسمه الحيوية .

إن توازن الجسم شي أساسي ومهم في معظم الأمور ، وفي حال اختل هذا التوازن وخرج عن الحد الطبيعي فإن حدثاً ما يؤدي إلى عواقب سلبية سوف تحدث لا يتحملها الفرد أو قد تنهي بحياته ..

إن أخطر ما نمر به حالياً إضافة الى المصائب المتربعة على صدورنا ورؤوسنا  من ازمات صحية واقتصادية واجتماعية هي الأزمات النفسية .

من المستحيل أن تتواصل مع أحد في وقتنا الحاضر الا بالكاد قادر على الكلام والتحدث وصوته كانه يتكلم من قاع بئر ..

نحن أمام كارثة نفسانية  تمس كل فرد بالمجتمع ..

ومما هو معروف علمياً ومن أدبيات  الموضوع فإن عدا عن الانفجار الذي يمكن أن يؤول إليه الضغط النفسي من تصلب الشرايين والجلطات  فإن هناك الكثير من الآثار والنتائج السلبية التي قد تدمر مجتمع بأكمله ، وقد تختلف ردود الفعل من شخص الى آخر حتى تصل إلى حد الجرائم ونحن حاليا في بداية الطريق والمعركة ما زالت مستمرة ..

وجدت التخصصات والمهن والعلوم والفلسفة والطب خدمة للإنسانية والارتقاء والنهوض بالمجتمع ، ولكل تخصص له دوره في مجتمعة ، من طبيب ، ومهندس،  ومحامي ، ونجار ، وحداد ، وعامل وطن …وغيرهم ..وبالتالي هذا التنوع لنكمل حاجات بعضنا البعض ، تخيلوا الوضع بدون عامل وطن ، او مواسرجي أو حداد …وهكذا حتى ينهض المجتمع ويرتقي ..

أكثر ما يؤلمني في خضم أزمة كورونا   هو غياب دور الاختصاصيين وعلماء النفس  وغياب الاعلام الرسمي أو الجهات الرسمية أو التطوعية في تثقيف المجتمع وتوعيته للتعامل مع الضغوطات النفسية  ودعم الصحة النفسية والسلامة النفسية والاجتماعية لدى افراد المجتمع للتعامل مع هذا الوباء وتعدي الازمات بأقل الاضرار النفسية ..

البرامج الاعلامية والمحطات الفضائية تغص القلب بالأخبار والتنبؤات المستقبلية المرعبة ناهيك عن تغريدات سعادة طلال ابو غزالة وغيره ..

ثم يطل علينا على وسائل التواصل الاجتماعي  بعض الاطباء النفسانين ليعلن للناس عن مواعيد استقبال المرضى واوقات الدوام ..لم ار  لأي طبيب نصيحه قدمها للمجتمع المنهوك نفسياً ..

العالم ونحن جزء منه يمر بكارثة أشبه بالحرب العالمية ، وحتى العاملون بالقطاع الصحي  يعانون من  ضغوطات  نفسية هائلة  وفقاً للدراسات الأجنبية التي أجريت   على عدد من العاملين في القطاع الصحي وتبين أن عددا كبيرا من أطباء وممرضات والمساعدين يعانون من احتراق نفسي  قد تعيقهم عن أداء عملهم بالشكل المطلوب وقد يصبحون أكثر عرضة لإيذاء أنفسهم ، فما حال المواطن الغلبان غير القادر على تلقي الصدمات وصدها ..

أن يبقى العلاج  النفسي “حكر على الميسورين ”  في أزمة كورونا فهذا عيب وخلل في المنظومة الصحية.

يتوجب على الاعلام بكل وسائله وأدواته أن يكثف من البرامج التثقيفية والتوعوية في سبيل توجيه المجتمع إلى استراتيحيات التعامل مع الضغوطات النفسية . واطلاق مبادرات وبرامج متنوعة وفرق للمساعدة  للتخفيف من حدة الآثار النفسية  المترتبة على هذه الأزمة الخانقة والتي لا يعرف نهايتها والى أين نحن ذاهبون .

هناك دور على الأصدقاء والأحبة والجيران لدعم بعضهم البعض والتواصل المستمر ..

ليس هذا المطلب من باب الرفاهية  بل من باب الأولويات ،  فالحجر الصحي  والاغلاقات   وقطع أرزاق الناس  كافية لانهيارات نفسية وعصبية بالجملة ..

في الدول التي تحترم الانسان وتعرف معنى مفهوم الاضطرابات النفسية وأثارها على مستوى الفرد والمجتمع لا تتوانى في الاسراع في تقديم الخدمة ..عليكم التفكير بطريقة أكثر تطوراً وفي اعادة النظر في البرامج المقدمة بما يتلائم وهذه المرحلة الحرجة التي نعيشها، وغير ذلك  الدايم الله والعمل الصالح.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

أقل من 260 دينارا….ما يزيد عن 35 % من الأردنيين أجرهم أقل من الحد الأدنى!

الأول نيوز – كشفت نتائج ” تقييم الحمــاية الاجتمــاعية في القطاعات الأكثر ضعفًا في سوق …