جمانه الجلاد – الأول نيوز –
جاءني اليوم اتصال أبكاني وأثلج صدري في الوقت نفسه ، اتصال من ابني قال لي فيه جملة وكله فخر وامتنان وحب: “كيف أنتِ بتقدري تعملي إلنا كل شيء يا ماما أنتِ سوبر ماما ” .. شعرت وكأنني ملكت الدنيا وما فيها ..
أولادنا هو أهم وأغلى استثماراتنا ، شيء لا يُقدّر بكنوز الدنيا.. أولادنا مرايانا.. استثمروا في أولادكم .. علموهم أن المحبة لا تُشترى ولا تؤخذ ، المحبة تهدى وتعطى ، علموهم أن متعة العطاء تفوق متعة الأخذ ، و أن الحب حلال وأن الاعتذار قوة ، أسمعوهم كلمات المديح و التشجيع عن كل تفوق عن كل خلق طيب تحلّو به، علموهم أن الحياة هي كيفما نشكلها ونصنعها نحن ، وأن الخير والحق هما المنتصران بالنهاية ، حتى ولو ساد الشر لكن الخير باقٍ وخالد ، كونوا معهم ومن ورائهم صخورا متينة يستندون عليها تشعرهم بالأمان ، فشعورهم بالأمان يُخرج منهم ابداعات و نجاحات ، وليس كما يعتقد بعضهم (طلعه للشارع يندعك) .. الشارع ليس أباه و ليس أمه ..
كثيرا ما لامني بعضهم على كثرة حمايتي لأولادي وأنني بحمايتي لهم لا أعطيهم مساحتهم من الاعتماد على النفس ، و كنت دائما أجيب: حمايتي انا ووالدهم لهم هي سر أمانهم، هي مفاتيح أبواب الحياة أمامهم ، ومرت الأيام وكبر الولد و كبرت البنت وأثبتُّ للجميع أن بالحب والعطاء وخوفك على من تحب تُخرِّج لهذا المجتمع أبناء أسوياء عاطفيا وعقولا راجحة يسبقون أعمارهم بقلوب صادقة ذكية لا يعرفون الكذب والخداع ، حدثوهم عن أجدادهم عن تلك الأيام البسيطة حيث لا انترنت ولا وسائل تواصل اجتماعي ، علموهم عشق وسط البلد فبلدنا هي ليست عماننا الغربية فقط ، دعوهم يتذوقون حلوى اسمها (ملبس ع قضامه) فالحياة ليست بان كيك ونوتيلا فقط ، والحياة ليست سهلة، لكنها جميلة لمن أرادها كذلك ، هي جميلة بتوازنها.
الله وهبنا اولادنا وهم عطايا وأمانات ثمينة، وما تزرعه في اولادك اليوم هو ما ستحصده غدا.. إنهم أبناء الحياة .. و نحن نشتري لهم تذاكر السفر وهم يكملون الإقلاع…