المهندسة قمر النابلسي – الأول نيوز –
منذ الصغر ونحن نعوذ بالله من الشيطان الرجيم, معتقدين أن كل أخطاء البشر وأذاهم من ذلك الشرير غير المرئي, الذي طَلب من رب العزة أن يمهله ليُغوي بني البشر ويملأ جهنم من أؤلئك الضالين المخلوقين من طين, وكلما أخطأنا في حق أنفسنا أو حق الآخرين كنّا نستغفر الله ونقول:الله يلعن الشيطان وساعته.
كبرنا وعرفنا أن شياطين الأنس أقوى وأشرس وأشد أذىً وفتكاً من ذلك العدو غير المرئي, والأفظع والأخطر عندما تجتمع شياطين الإنس في تحالفات تجمعهم المصالح ,المال, السلطة, والمناصب .
تبين أن الشيطان قد يكون أنيقاً جداً ببدلة وربطة عنق ويتولى مناصب يتمناها الكثيرون, وقد يكون على هيئة أنثى جميلة ولطيفة وعلى قدر من الثقافة, وقد يكون من المدافعين عن حقوق الإنسان, أو من المنظّرين عن حرية الرأي والتعبير, أقنعة جميلة تغطي حقيقتهم.
الغريب أن التحالف الذي يجمع شياطين الإنس قوي جداً صعب اختراقه, فهو مبني على المنفعة والمصالح المتبادلة, لذلك نجد أن أحدهم يدافع عن الآخر كما يدافع عن نفسه, فلا يتوانى عن الكذب وشهادة الزور والحاق الأذى بكل أنواعه بمن يقترب من أخيه الشيطان, نعم تختلف درجة التفاني في الدفاع عن بعضهم, إذ يكون بينهم غالباً بسطاء, ساذجون, لا يتوانون عن القيام بالأعمال القذرة نيابة عن أصدقائهم الشياطين الأعلى قدراً حسب اعتقادهم, معتقدين أن ذلك واجبهم لمجرد أنهم في ذلك التحالف, فهم كمن قال فيهم الإمام مالك رحمه الله :” كان يُقال: أخسر الناس من باع آخرته بدنياه, وأخسر منه من باع آخرته بدنيا غيره “.
وحقيقةً ظهر أن الشيطان الحقيقي بريء مسكين أمام شياطين الإنس, فهو منذ البداية أعلن موقفه صراحة, وأظهر لنا عداوته نحن البشر, وتوعدنا أيضاً علانية ولم يكذب, أما شياطين الإنس فهم يظهرون غير ما يبطنون, يَظهرون بأثواب جميلة مختلفة, تجعل من الصعب علينا اكتشافهم وتفادي أذاهم.
حتى الزعران وفارضو الأتاوات الذين رأيناهم وسمعنا عنهم في قضية صالح, على بشاعة أفعالهم وخروجهم على القانون هم واضحون معروفون, ويمكن حتى اعتقالهم ومعاقبتهم عندما نجد ضرورة لذلك !!
ويبقى السؤال الأهم, من هم الشياطين الخفية التي تدعمهم … من هم شياطين الإنس بثوب البشر الذين خلفهم ؟؟؟؟