انتخابات الرئاسة الأمريكية والطعون والشكاوى في العملية الانتخابية

الدكتور أيمن سلامة –

الأول نيوز – صَرًح  الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب غير مرة أن الانتخابات سرقت منه ، و شابها العديد من مخالفات التزوير و الافتقار للنزاهة ، و منع مراقبيه وممثليه من الوصول للجان الانتخابية و مراقبة سلامة و تكامل العملية الانتخابية ، مما حدا به لتقديم  الشكاوى و رفع الدعاوي أمام  محاكم بعض الولايات الأمريكية فضلا عن تهديده باللجوء إلي المحكمة العليا في العاصمة الأمريكية من أجل إنصافه إحقاقالحق الذي سرق منه علي حد زعمه .

بالرغم أن آخر المؤشرات تكشف عن أن المرشح الديمقراطي بايدن في طريقه للفوز بالرقم السحري 270 من أصوات المجمع  الانتخابي و الدخول للبيت  الأبيض من أوسع أبوابه ، لكن الإصرار الشديد للرئيس الأمريكي بالتشبث بأهداب القضاء

لا يعتمد أي نظام انتخابي حر و نزيه علي تسجيل  الناخبين ، و الحملات  الانتخابية الحرة ، و المراقبين ، و الاقتراع السري و حسب ، حيث  يجب أن يكون قادرا أيضا علي  التعامل الفوري و المؤثر مع الأنماط المختلف من الشكاوى

و الطعون  التي ستثار حتما ، وما  الحالة الأمريكية إلا مثال صارخ علي هذه  الحقيقة القانونية ، و لا تقتضي سلامة النظام  الانتخابي أن تعالج مثل  هذه المسائل  من قبل سلطة مستقلة غير متحيزة فحسب ، وإنما تقتضي أن يكون التوصل  إلي  القرارات في  الوقت المناسب ، حتي لا تتأخر  نتيجة الانتخابات ، ويتأخر بالتالي الموعد  المحدد للتصديق علي إعلان  الرئيس الفائز بالانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية  تدليلا .

يُقصد بالطعون  الانتخابية المنازعات التي تدور  حول النتائج  الانتخابية ، أي في صحة تعبير تلك النتائج عن الإرادة الحقيقية للناخبين ، وتشمل  الطعون  المتعلقة بجداول  الناخبين وتقسيم  الدوائر  الانتخابية ، كما تشمل أيضا إجراءات و قواعد الاقتراع و العد والفرز ،و الأخيرة هي مناط الشكاوى و الدعاوي  القضائية التي رفعها حتي  الآن الرئيس دونالد ترامب .

من الضروري  ان  تنص  القوانين الانتخابية  على  الحق بالطعن ، وعلى إمكانية الانتصاف بالنسبة للأطراف  المظلومة و أن  يكون بإمكان أي شخص يزعم حرمانا من حقوقه الفردية في  الانتخاب  التماس مراجعة وإنصاف  مستقلين ، كما يجب على موظفي الانتخابات المختصين بمراجعة الشكاوى و النزاعات و إعلان  النتائج الالتزام بالقوانين المنظمة  لعملهم و التعامل  مع كل  الشكاوى بعدل و موضوعية ، وبخلاف ذلك ، قد تؤدي  الشكوك إلى تقويض ثقة الناس بنزاهة الانتخابات وتنتقص من شرعية الذين يعلن فوزهم من المرشحين .

وختاما ، تتجه معظم النظم  الانتخابية في دول العالم حاليا إلي إسناد مهمة الفصل في  الشكاوى و  الطعون بالعملية الانتخابية إلي الجهات القضائية  في الدولة ، على اعتبار أن حصر النظر بصحة الانتخابات بالمجلس النيابي يتنافى ومبادئ  العدالة و القانون .

 

 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

زعيم كوريا الشمالية يلوح بتحريك غواصاته النووية

الأول نيوز  – أكد زعيم كوريا الشمالية، كيم يونغ أون، السبت، على أهمية تعزيز القوة …