للمراهقة أنواع.. أخطرها الإدارية والسياسية!

المهندسة قمر النابلسي –

الأول نيوز – عرّف علماء النفس المراهقة بأنها بداية المرحلة التي ينتقل فيها الفرد من الطفولة إلى مرحلة الرشد والبلوغ والنضج الجسدي والعقلي والنفسي, وفي اللغة راهق يعني اقترب من الشيء, وكما نعلم جميعاً أن هذه المرحلة يسودها التوتر النفسي وصعوبة في التوافق بين المراهق والمحيطين به, وتختلف شدتها وأعراضها من شخص إلى آخر, وليس منّا من لم يختبر هذه المرحلة بطريقة أو بأخرى, ولعل من أبرز سمات هذه المرحلة تقلب المزاج, وعدم تقبل الرأي الآخر وصعوبة الحوار مع المراهق على اعتبار ان لا أحد يقدر ويفهم ما يريده, وقد يترتب على ذلك ردود أفعال غير مدروسة وقرارات غير محسوبة , وهذه المرحلة في الواقع مقبولة ومنطقية حيث يمر المراهق بتغيرات نفسية وفسيولوجية كبيرة حتى يصل لمرحلة النضوج الجسدي والفكري .

وسمعنا أيضاً عن مراهقة الأربعين التي يمر بها الرجل, وكما قال نزار قباني :رجل أنا كالآخرين …رجل يحب – إذا أحب – بكل عنف الأربعين…لو كنت يوماً تفهمين, ما الأربعون… وما الذي يعنيه حب الأربعين, ويقال عن هذه المرحلة أيضاً أنها أزمة منتصف العمر, يبدأ الرجل فيها الاهتمام بمظهره, يلجأ البعض لصبغ الشعر الذي غزاه الشيب, وقد يجدد طريقة ملابسه ويبدأ بلبس الألوان الزاهية, على الرغم من ثبات افراز الهرمونات نسبياً في هذه المرحلة العمرية, يعزو علماء النفس هذه الظاهرة لشعور الرجل بالتقدم بالعمر فيحاول أن يثبت أنه ما زال يتمتع بالشباب وعنفوانه, و يبدأ في هذه الفترة العمرية بطرح العديد من الأسئلة على نفسه, من أنا ؟ هل حققت أحلامي؟ هل أنا سعيد بحياتي؟ تقول الدراسات أن حوالي 25% من الرجال يعانون من أزمة المراهقة المتأخرة والتي قد يكون لها أسبابها لكنها في الواقع  أخطر من المراهقة الأولى لأنها قد تهدد أحياناً استقرار البيوت وتماسك العائلة ,لذلك يجب التعامل مع هذه المرحلة بجدية وبنفس الوقت بحنكة وحكمة .

أما أخطر أنواع المراهقة  فهي المراهقة الإدارية والمراهقة السياسية والفكرية, لأنها تؤثر على المؤسسات والوزارات ومراكز صنع القرار ويدفع ثمنها الباهظ الوطن والمواطن, ولعل ما تمر به الكثير من مؤسسات الدولة من تراجع وفشل يعود لهذه الظاهرة الخطيرة حيث الكثير من السياسيين والإداريين وصنّاع القرار يديرون  ويتصرفون بعقلية المراهق, سلوكيات وتصرفات رعناء غير مدروسة وغير متوقعة, تنم عن سوء تقدير, وانفراد باتخاذ القرارات دون الاستماع إلى النصيحة الناضجة و مشاورة أصحاب الخبرة, مفتقرين للنضج السياسي والإداري, فهم المطلعون على كل شيء الذين يعرفون الحقائق كاملة, سطحية فكرية وسياسية, يترتب عليها خسائر فادحة لا يتحملونها هم بل تتحملها الأوطان والأجيال المتعاقبة, لغياب خطط وآليات واضحة لكبح جماح هؤلاء المراهقين مما يؤثر على مسيرة التنمية وتحقيق الأهداف.

 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

المرأة في الفنون: من جدران الكهوف إلى صالات العرض

الأول نيوز – د : مارغو حداد-   في يوم المرأة العالمي، لا نعيد صياغة …