المستشار الاقتصادي محمد الرواشدة –
الأول نيوز – نعيش اليوم ظروفًا اقتصادية هي الاسوأ بتاريخ المملكة الاردنية الهاشمية ، ونعيش ظروفًا صحية هي الأقسى بتاريخ الوطن ، فهل يعقل ان تقوم المستشفيات الخاصة باستغلال المواطنين دون رقابة او حساب على اقل تقدير ، هل يعقل ان يدفع مريض كورونا اكثر من الف دينار لليلة واحدة اذا قرر الدخول الى مستشفى خاص خوفا من المستشفيات الحكومية وضعف الخدمات المقدمة فيها وكثرة الضغط عليها، اما اذا احتاج هذا المريض لعلاج أسبوع كامل فالفاتورة ستتجاوز عشرة آلاف دينار أليس هذا كفرًا بكل ما في الكلمة من معنى ، اما المواطن العادي الذي لا يقوى على دفع فاتورة مستشفى خاص فسيذهب مضطرا الى مستشفى حكومي وسيعاني معاناة ليس بعدها معاناة أليس هذا مؤلما بحق الشعب والوطن.
فكل الشعب سواسية يواجهون نفس المرض الا يستحق الجميع نفس العناية والرعاية الصحية وان تكون بمستوى عال ومهني رفيع.
وكذلك الحال بالنسبة للمدارس الخاصة التي تستقوي على ابنائنا الطلبة هل خصم 15% كاف لمدرسة مغلقة لا تدفع الا نصف رواتب موظفيها وبعضهم لا يأخذ راتبًا … هل يعقل ان يكون التعليم عن بعد عقوبة للطالب والأبوين فهي تجربة قاسية لم تشهد اي تطور ملموس منذ بدايتها .
وكذلك الحال لبعض اصحاب المحال التجارية والخضار واللحوم الذين يقومون باستغلال المواطن البسيط استغلالا ليس بعده استغلال .
نعيش كورونا بكل تبعاتها من الم وتعطل وخوف وهلع من المرض لكن لم يتغير علينا شيء من قسوة من يعيش حولنا ، والسؤال هل ستتحمل الحكومة مسؤولياتها ؟؟؟؟
لا نريد شيئًا من الحكومة لا نريد شبكات أمان اجتماعي كما فعلت العديد من الدول ولا نريد وظائف ولا نريد أموالًا لكن الرقابة هي ابسط حقوقنا ، فهل تستطيع الحكومة ان تراقب كل ما ذكرت خدمة للمواطن الأردني المغلوب على أمره.
علاوة على ذلك ، اريد ان اسأل الحكومة عندما تحتاجنا الدول المجاورة لظروف طارئة نقوم فورا ببناء مستشفى ميداني خلال ايام او ساعات قليلة ونرى ابنائنا الأطباء يباشرون العمل بأقصى سرعة لخدمة أشقائنا ، وسؤالي هنا للحكومة السابقة لقد بدأت قصتنا مع كورونا منذ الشهر الثاني من هذا العام يعني قبل تسعة شهور ، ماذا قدمنا للمواطن الأردني على المستوى الصحي… أين هي المستشفيات الميدانية واين هي الاسرة الإضافية واين هي اجهزة التنفس …. نضع أيادينا على قلوبنا خوفا” وطمعا” برحمة الله بنا ، فصحة المواطن الأردني هي اولوية قصوى فهل يعقل ان لا يتم حساب احد على تقصيره وهل يعقل ان لا يحاسب احد في بلدي عن تقصير واضح لقد تجاوزنا كل الدول بالأعداد والحالات وكان مواطننا هو الضحية الأولى فقد فقدنا اعز أقاربنا وأصدقائنا…… لك الله يا وطني الحبيب!!!!
من هنا فإنني اناشد جلالة الملك المعظم ان يضرب بعصا من حديد لينتصر لصحة المواطن وحياته ، الأمور ليست بخير سيدي وتحتاج الى المتابعة والمراقبة وتحتاج الى عمل مضن ليل نهار لنخرج مما نحن فيه.