المجالس واللجان! لماذا؟

الدكتور ذوقان عبيدات –

الأول نيوز – تكثر المجالس واللجان الفنية في بلادنا، فمن مجلس رعاية الشباب إلى مجلس التربية، ومجالس الجامعات، ومجلس التعليم العالي، ومجلس المناهج وغيرها، حيث تناط بها مسؤوليات لا تستطيع المؤسسة برمتها القيام بها.

فمجلس التربية مثلاً يقوم بما لا تستطيع وزارة التربية والتعليم القيام به، أو على الأقل يتحمل مسؤوليات أوسع نطاقاً من مسؤولية مؤسسة كوزارة التربية، وهكذا للمجالس مهام وأنظمة وقوانين ملزمة، ونظرة إلى مجالسنا، ما الخدمة التي تقدمها للمؤسسة والوطن؟ وما التحديات التي تعيقها عن تقديم هذه الخدمة؟ وما مدى سيطرة رئيس المجلس على المجلس وسياساته؟ وهل عاد مقبولاً أن رئيس المجلس هو من ينسّب باختيار أعضاء المجلس؟ ما يحدث فعلاً:

إن المجالس – كل المجالس – واللجان – كل اللجان- توضع أمام تحديات الوقت والحاجة إلى سرعة اتخاذ القرار، علماً بأن مهامها عديدة ومتشعبة!! كما أن نظام انعقادها قد لا يسمح لها بعقد اجتماعات كافية، أو ينص نظامها على عقد اجتماعات محدودة جداً في السنة: ثلاثة اجتماعات أو أربعة أو خمسةّ! فكيف يمكن أن نتوقع نتاجاً إيجابياً لهذه المجالس؟ والسؤال: هل تتاح الفرصة لأي مجلس أن يدقق ويلاحظ؟ فكيف به في حال وضع السياسات؟ لم أسمع أن مجلس وضع سياسات! وحتى لو وضعها هل هناك ضمانة لاستمرار سياسة ما؟ ماذا عن سياسة القبول الجامعي؟

وأذكر أن مجلس التربية عام 2016 أقرّ كتباً منها كتاب في التربية الوطنية يقول: سكان الأردن مسلمون. وكان في هذا المجلس عضوان غير مسلمين!! ترى لو قرآ هذا الكتاب هل سيوافقان على هذا النص الذي يؤكد أو يحرمهما من الهوية الأردنية ويعطي أي ساكن فيه هوية معينة حتى لو كان سفيراً لدولة غير مسلمة؟

وأذكر أيضاً أن مجلساً ألغى حديثاً – قراراً له – بمجرد تغيير رئيس المجلس! فهل يمكن أن يكون القرار أو إلغاؤه صحيحاً في الوقت نفسه؟

الأقرب إلى الاستنتاج أن المجالس لا تدقق في أعمالها، وتتأثر فقط برئيسها، ولا تمتلك الوقت الكافي للتدقيق في مهامها أو أدائها بالشكل المناسب.

المجالس مكلفة نفسياً ومادياً وأخلاقياً، ونتاجها محدود فلماذا تبقى إذن؟ هل هي برستيجٌ؟ أم مظاهرٌ؟ أم امتيازات؟ في موسم تشكيل المجالس تزدهر أشياء كثيرة لا داعي لذكرها، وهل هناك داعِ للقول أن إن هناك أسماء عديدة تتكرر في مجالس عديدة؟ أو أن أسماء يُعّاد تدويرها لتدخل مجلس ولجاناً!! ومع ذلك يقال: تشكل المجالس حتى لا يتفرد شخص بالقرار! وهذا سليم، لكن هل يستطيع أعضاء مجلس ما أن يعارضوا رئيساً لهم؟ مع الأسف إن تجربتي تشير إلى أن أي عضو يستطيع المعارضة فقط إذا كان لا يرغب في الاستمرار بعضوية المجلس. لنعترف أن القرار لرئيس المجلس وليس هناك مجالس ولا يحزنون. لنوفّر الكلفة وخاصة النفسية والأخلاقية.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

المرأة في الفنون: من جدران الكهوف إلى صالات العرض

الأول نيوز – د : مارغو حداد-   في يوم المرأة العالمي، لا نعيد صياغة …