الدكتور اسحق العقيقي –
الأول نيوز – تولد الأوطان حرّة مستقلّة ويحيا الفرد فيها سيّدًا مالكًا لها….
أوطان حدودها الإيمان ومساحتها الإنسان ….
إلا في وطني المنكوب لبنان …..
هذه السّنَة مرّ عيد الاستقلال على وطني لبنان وأبنائه وكأننا في جنازة وطن من دون فرح وفخر واعتزاز ..
محبطين يائسين لا رجاء ولا أمل ، مجرّدين عاجزين ، لم يبق لنا ما نُعوّل عليه في هذا الزمن بعد الفشل الكبير والفساد والسرقة والنهب وعدم الإحساس بالمسؤوليّة الإنسانيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة حيث أنّ الغلاء الفاحش والجوع والمرض والفقر والتعاسة أصابت كلّ الطبقات على اختلافها ، خاصة تلك الطبقات الفقيرة التي لا حول لها ولا قوّة.
دُمّرت وهي ترزح تحت حِمل معيشتها وتدبير قوتها اليومي ، تبحث عنه حيثما كان غير آبهة لأي مقوّمات وحقوق الإنسانيّة الحقّة بالعيش الكريم
طبقة تجرّدت من كرامتها تبحث عن رزقها على جنبات الطرقات في براميل النفايات ولم يبق لها من مُعين إلاّ رحمة الله وعطفه ثم بعض المحسنين.
فلا شمس تشرق ولا فجر ينبلج على هذا الوطن الحبيب .
اللّبنانيون ، باتت أيّامهم سوداء بلا نور ، تشرق عليهم شمس الصباح حاملة كل همّ وغمّ ….
لم يبق لديهم أيّ شيء …..
سرق المنافقون جنى عمرهم ومستقبلهم وفرحهم .
ألبسوهم سواد الّليل وعباءة اليأس ….
فلا طفولة تسمو بالفرح ولا مستقبل لشباب يحلمون به أو يتوقون إليه
شباب مجرد مفعم بالهمّ والحزن ولا شيخوخة تمضي براحة وهناء….
ثورات تدق طبول الخطر وأبواق تطلق شرارة الجوع المريب …
ووطن ينازع على فراش الخيبة….
زعماء يتصدرون الساحات لا حسيب ، لا رقيب لا مجيب ….
وحده الله يسمع ووحده يُمهل ولا يُهمل…
هذا ما تبقى للبنان ولبنيه ….
صلوات تتعالى ودعاء وأمنيات…..
كل هذا وأكثر ووباء تفشى على مستوى العالم ولبنان منكوب لا قوت فيه ، لا عزّة ،لا كرامة ….
والسياسيون حدث ولا حرج….
مطامع لا تنتهي….
وانعدام أخلاقهم وحدها المسؤولة عن هذا الشعب الفقير المقهور المبلي بالهجرة والتشرد المرير….
فضلا عن تفجير بيروت الذي هدم البيوت التراثية والكنائس والجوامع والمستشفيات والمدارس والمحال التجاريّة والمطاعم والفنادق واستشهاد اهلها وجرح الآلاف منهم ….
ما شرّد السكان فأضحوا بلا مأوى على أبواب الشتاء .
اليوم نصلي على راحة نفس وطن كان من أجمل الأوطان وكان درّة الشرق ونقول إرحم يا رب ….
إرحم لبنان الذي كان درّة الشرق وارحم هذا الشعب الطيب الذي كان يضج بالحياة ولا تتخلى عنه أبدا.
وهل يجوز لنا أخيرا أن نبارك لسياسيي لبنان ونهنئهم بعيد استقلاله
لنقول لقد ربحتم بفسادكم وأكلتم خيرات البلد وسرقتم تعب أبنائه وجنى عمرهم وشردّتموهم في أصقاع الدنيا فقراء مذلولين .
“وكنيرون” ترقصون وتغنون على جثته، ربحتم وطنا، كان اسمه لبنان أصبح من التأريخ محروقا مدمرا لا حياة فيه وتمشون كل يوم بجنازته فرحين بغنائمكم .
رحم الله لبنان … وكل استقلال وأنتم بخير .