أنا والتعليم عن بعد وحملات التشويه!

الدكتور ذوقان عبيدات –

الأول نيوز – تعرضت مهنياً وشخصياً إلى تهم عديدة عبر حياتي بدءاً من سنة 1970 وحتى الآن ، لأسباب أعرفها ، فكان عدائي مع جهة معينة سبباً في تخصصها بقيادة حملات وتهم كان آخرها أنني من أحضر مناهج كولينز .

وهاجمتني الأمهات ودعين عليَّ وعلى أولادي ، والحقيقة أنني أول من نبه إلى الأخطاء في النسخة الأردنية لمناهج كولينز . وأنا من قاد الحملة ضدها . ونلت سخط الأمهات وغضب أجهزة الدولة التي منعت نشر أي مقالة لي . واعتذرت مني جميع المواقع التي كانت تنشر لي ! قال لي صديق : تلقيت أوامر من ست جهات لمنع نشر مقالاتك .

وهكذا ، أتعرض اليوم لحملة مماثلة تشير أنني من داعمي التعليم عن بعد ، ولم أكن يوماً كذلك بل وحين قلت سأكتب عن موقفي ، قيل لي : هل غيرت موقفك ؟ ما أسباب ذلك ؟

أقول هذا موقفي المنطوق والمكتوب :

  1. نحن لسنا مؤهلين للتعليم عن بعد : لا مادياً ولا فنياً ، وأن تجربتنا كانت كارثية . فليس لدينا معلمون قادرون ولا فنيون قادرون على إنتاج تعليم عن بعد ناجحٍ ! والمنصة ضعيفة ، والمعلمون نشروا ضعفهم الذي كان مستوراً داخل الصف ، نشروه على الملأ .
  2. لم يكن التعليم عن بعد خياراً ، بل ضرورة لجأت إليها الوزارة لإنقاذ العام الدراسي . وفي مثل هذه الحالة علينا أن نفهم حدوث الخسائر التربوية الناتجة ، خاصة أننا لا نمتلك شروط التعليم عن بعد .
  3. تطلب التعليم عن بعد تغيراً هاماً في دور الأسرة وفي قيمها . وفي قيم المكان ، وحُمّلت الأم وليس الأب الذي هرب إلى المقاهي ، تاركاً الأم تُلاخم مع أبنائها . ( الحديث في نبض البلد مسجل )
  4. علماً بأن المنزل ليس مؤهلاً للقيام بهذا الدور الجديد , لا مادياً ولا قيمياً ولا تربوياً , وأرى من الجريمة تكليف الأهل بتدريس أبنائهم ( وهذا مقالي منشور)
  5. التعليم عن بعد هو لغة المستقبل , حيث لن نجد طلاباً يذهبون إلى الجامعات , وسيتغير دور المدرسة من مكان للتعليم والمتعلم إلى مكان لتخطيط التعليم , في المستقبل سوف تكون الحياة كلها عن بعد , العمل عن بعد والتعليم عن بعد .
  6. طالبت بفتح المدارس من خلال تقسيم الطلبة إلى ثلاثة مجموعات لتقليل ازدحام الطلبة في الصفوف حفاظاً على الصحة , وقد أخذت بعض المدارس الخاصة والوزارة بهذا الاقتراح , ولم يستمروا عليه .
  7. وأخيراً – طالبت – في حال بقيت المدارس مغلقة , تطوير مادة تعليمية ذاتية , تترجم إلى فيديو , بحيث نعد لكل مفهوم فيلماً ومادة تعلم ذاتي , وقد أعد المركز الوطني للمناهج اليوم وحدة تعلم ذاتياً , ووضع سيناريو لتعليم وفقها , بحيث يكون التعليم حواراً متحركاً لا يظهر فيه معلم بل يقوده معلق.

هذا موقفي من التعلم عن بعد . لسنا مؤهلين له الان ولكن علينا أن نفعل شيئاً , فقرار فتح المدارس ليس قراراً تربوياً.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

المرأة في الفنون: من جدران الكهوف إلى صالات العرض

الأول نيوز – د : مارغو حداد-   في يوم المرأة العالمي، لا نعيد صياغة …