الدكتورة سهام الخفش –
الأول نيوز – قبل أيام، وافق تأريخ ٢٩ نوفمبر الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني …
الفلسطينيون الذين هجروا وشتتوا إلى كافة بقاع العالم ، تاركين وراءهم بيوتهم واراضيهم، زيتون فلسطين وجوافة قلقيلية وموز أريحا وعنب الخليل وبرتقال يافا، وحول أعناقهم يعلقون مفاتيح منازلهم ، ويحملون بأيديهم بعضا من امتعتهم يملأهم الأمل بالعودة إليها بأقرب وقت، وزوال الاحتلال البغيض من وطنهم.
لا أقصد بمقالي هذا التحدث عن القضية الفلسطينية لأنها قضية العالم بأكمله .. ومعركتنا – مع المستعمرة على تعبير الكاتب والمحلل السياسي الزميل حمادة الفراعنة الذي يصر على هذا المصطلح وانا اتفق معه تماما – معركة وجود وليست حدود.
وعندما ترى كيف أن اللوبي الصهيوني (ايباك) هو الأقوى في الولايات المتحدة الامريكية والمسيطر على الكونغرس الأمريكي ، مع ان نسبة اليهود الامريكيين لا يشكلون 3% من مجموع سكان الولايات المتحدة الأمريكية الا أن نفوذهم كبير داخل مراكز صنع القرار .. كذلك هناك منظمة (جي ستريت) ، ومنظمة المرأة الصهيونية ،، وغيرها وهذه المنظمات بمجملها تضم في صفوفها العديد من الصهاينة الانجيليين الذين يؤمنون بحق قيام كيان اسرائيل المصطنع على أيدي المستعمر البريطاني، في فلسطين.
عدد الفلسطنيين في الشتات ما يقارب 8.3 يعني زيادة عن عددهم في الداخل الفلسطيني بنحو 1:3 ..منهم 191.000 فلسطيني في أوروبا..كما بلغ عدد الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية من الهجرات المتتالية من عام 1948 الى يومنا هذا نحو 500.000 فلسطيني ، والاعداد في تزايد
قهر وحرمان وإبعاد عن الارض الأم.، وهي أم البدايات وام النهايات كانت تسمى فلسطين وصارت تسمى فلسطين ..
وجود الفلسطيني بعيدا عن ارضه مكانا لا يعني انتزاع روحه ودوره وحقه في الإسهام ببناء التنمية المستدامة وبناء دولته ودعم صمود الأهل على الأرض ..
لقد حبى الله هذا الشعب الفلسطيني بكريزما مختلفة عن باقي شعوب الأرض ..وهناك العديد من النخب السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية والمهنية والقانونية في أرجاء العالم، وقد اكتسبوا العديد من الثقافات ما ساعدهم على التحرك والتواصل معا لتشكيل قوة ضاغطة لفضح جرائم الكيان الصهيوني وانتهاكه لحقوق الانسان والتنكيل بالشعب الفلسطيني خاصة في ظل انتشار العولمة والسوشال ميديا التي أصبحت أداة ضاغطة ومؤثرة وأسرع انتشارا ..
لا ننكر أن هناك نجاحات وتحركات متواصلة ومبادرات من الشباب او من النخب السياسية والقيادات الفكرية الا ان فلسطين تستحق الأكثر ..لا بد من إيصال صوت الشعب الفلسطيني الى أرجاء العالم كافة، حتى ينال حقه المشروع في وطنه.. واختراق النخب السياسية الأوروبية أو الأمريكية واستهدافها لإيصال حقيقة ما يجري على أرض فلسطين.
سابقا ومنذ انطلاق ثقافة الكفاح المسلح كنا نسمع الاغاني الوطنية والثورية الفلسطينية، وتشعر وأنت تسمعها أنك ستقيم الدنيا ولا تقعدها، كنا نتسابق ونفتخر حين يتم اقتطاع جزء من رواتب العاملين في دول الخليج لمصلحة منظمة التحرير الفلسطينية ..وحين نرى كوفية أبي عمار .
فلسطين نريدها محررة من الاحتلال الصهيوني يعمرها أهلها، لا نريدها فقط بالقلب والكلمة وعلى جوازات السفر عند خانة الجنسية أو مكان الولادة ..
هناك العديد من الوسائل والأدوات يمكن لفلسطيني الشتات استغلالها واستخدامها ..
هم يدعمون المستعمرة بنفس الوتيرة وبنفس قوي وكأنها أرضهم ولهم الحق بها ، ونحن أصحاب الحق والأرض بدأت المشاعر تغيب ، والهُوية الفلسطينية كادت أن تُفقد، والحب والحنين قد تجمد ..أمام هرولة بعض الدول العربية إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني والأوسمة على صدورهم ..
فلسطين وإن غابت عن العين فهي في قلب وكيان الصغير قبل الكبير طالما هناك نساء يلدن أشبالا يرضعون حب فلسطين ..
المشوار ما زال طويلا ، وهناك مئات والمئات من الصور والمشاهد تروي نضال شعب لأجل فلسطين ، وتشهد سجون المستعمرة ومعتقلاتها بأعداد الأسرى والأسيرات والأطفال الذين يتعرضون لشتى أنواع انتهاك حقوق الانسان ..
لا نريد وقفة تضامن فقط نريد حقوقا لشعب ناضل وروى ارضه بدماء الشهداء وقدم وما زال اروع نماذج التضحيات والشجاعة ..
عقمت نساء العالم عن أن يلدن مثل رجال فلسطين.