جمانة الجلاد –
الأول نيوز – لم نفكر يوما، مِن أين جاء هذا التعبير.
الموضوع فيه “إنَّ” .. شاهدوا الڤيديو المرفق، كرما منكم لا أمرا .. إنها إبداعات لغتنا العربية يا سادة .. إن الفتحة والكسرة و الضمة و الشدة و التنوين تغيّر معنى الكلمة تماما.. هل تعلمون من أين جاءت قصة (النحو) .. قالت ابنة عالم النحو
“أبو الأَسْود الدؤلي” لأبيها ؛ يا أبتِ، ما أجملُ السماء بضم اللام ، فأجابها؛ النجوم .. قالت له أنا لا أسألك يا أبتِ ، إنني أخبرك عن جمال السماء ، قال لها ؛ إذا قولي: ما أجملَ السماء بفتح اللام .. و من هنا نحا هذا النحو و شكّل الكلام ..
إنها لغتنا العربية الجميلة الواسعة المتبحرة في علومها و معانيها التي لديها القدرة للتعبير عن كل شيء .. طبعا أنا مع مِن أكثر المؤيدين لتعلم اللغات الأخرى وعلى رأسها اللغة الانجليزية لأنها لغة عالمية و كلنا نستعمل مصطلحاتها لأنها أحيانا ليس لها ترجمة تعطيها معناها الدقيق في لغتنا العربية .. و اللغات سلاح نواجه به العالم ..
و لكن …
هذا ليس عذرا لبعض الناس في مجتمعنا بأن يحادثوا أبناءهم في داخل المنزل باللغة الانجليزية .. و أنا لا أدّعي أنني ضد المدارس الأجنبية ، فأنا شخصيا درّست أولادي فيها منذ صفوف ما قبل الروضة إلى الصف الثاني عشر ، هم خريجوا المدارس الدّولية الأجنبية و أنا فخورة جدا بهم وبِلغتهم الانجليزية وتمكنهم العالي منها ، فهي سلاح لهم أينما ذهبوا ، يتكلمونها بطلاقة و حصدوا فيها أعلى الدرجات على مستوى العالم، هذه حقيقة يعلمها الجميع عنهم (وهذه ليست دعاية لأولادي.. هههههه) ، هم يقرأون كتبها ورواياتها الأدبية والاجتماعية والعلمية والسياسية والتأريخية ، وبفضل تمكنهم من اللغه الإنجليزية توسعت مداركهم و آفاقهم و صاروا أكثر ذكاءً مِمَنْ يبلغون أضعاف أعمارهم ..
و لكن ..
لم يكن يوما مسموحا لهم التحدث في المنزل إلا بلغتنا العربية .. لِمَ؟؟ لأنها لغتنا الأم ، لغتنا التي نعتز بها .. إني أشعر بالاستياء الشديد و الاستفزاز عندما أسمع الأهل في البيت و في الشارع وفي المول في النادي يخاطبون أولادهم بالانجليزية ، أو يتركونهم لعاملات المنازل من الجنسيات الأخرى ليقمن بتربيتهم و محادثتهم .. أنا أعلم أن الأم التي تريد إثبات نفسها في المجتمع وتخرج للعمل خارج منزلها بحاجة إلى عاملة مساعدة لها في المنزل .. ولكن .. هي مساعدة لكِ في أعمال المنزلِ فقط ، فلا تتركوها تربّي أولادك فتنسيهم لغتهم ، و لا تأخذكِ المظاهر الاجتماعية في دوامتها .. أنا واحدة من الأمهات العاملات و دوما كنت مضطرة إلى وجود من يساعدني في فترة غيابي عن منزلي ، ولكن .. لم أدع يوما واحدة غيري تغلي قهوة الصباح لزوجي فأنا أقدمها له في كل صباح ، ولم يأكل أولادي يوما طعاما إلا من صنع يديّ ونَفَسي ، لا أقول أو أدعي أبدا أنني مثالية .. أبدا .. أنا إنسانٌ طبيعيٌ كمثل غيري ، وظيفتي ليست فقط عملي خارج المنزل ، وظيفتنا الأساسية هي بيوتنا و أبناؤنا .. هي ليست وظيفة العاملة الأجنبية ، التي تنسيهم لغتهم الأصلية ، علموهم اللغات ليتسلحوا بها لا ليستعرضوا بها أو لتستعرضوا أنتم بهم ..اللغات الأخرى مطلوبة و ضرورية جدا و جميلة لكنها ليست بجمال لغتنا العربية ، فهي ثريّة و هي عمادنا و هُويتنا .. و هي قصصنا و سواليف أجدادنا و نكاتنا و أمثالنا الشعبية المبدعة ، هي كتبنا و شعراؤنا ، هي لغة الحب والرومانسية ، ما أجمل دفء كلماتها عندما ننطق بها عندما نقول لبعضنا كلمة “بارك الله فيك ” و ليس ( God bless you ) .. أو ” يسعد صباحك ” و ليس ( hello ) .. عندما أقول لأمي ” يسلموا ايديكي يا أمي لا ( Thanks) .. الله على جمالها وروعتها ، هي تعبّر عنا بشكل أعمق و هي أكبر تأثيرا في النفس .. تعلموا و علموا اللغات الأخرى و استفيدوا بها واستنيروا ..
ولكن ..
ازرعوا في نفوس أبنائكم حب لغتنا وتراثنا الذي تربينا عليه ..
لغتنا هي أصلنا ..
هي تراثنا الذي نعتز به ونفخر ..