يسرى الدجاني –
الأول نيوز – بعد طلاق الأم يبقى الطفل هو الرابط الوحيد بين الأبوين بعدما كان المنزل والرعاية واهتمام بعضهم ببعض.
في الكثير من الأحيان يصل الأبوان لوعي وإدراك أن الطلاق ليس انتهاء علاقة وإنما تغيير في أسلوب التعامل وتبقى الأهداف واحدة لأن هناك طفلا بحاجة لحبهما ورعايتهما، لينشأ هذا الطفل سليما متوازنا نفسانيًا وعاطفيًا.
لكن للأسف؛ في بعض الأحيان يكون الطفل هو الذريعة الوحيدة لإيجاد الحرب واستخدامه ساحة قتال، فيصبح طلاق والأم كابوس يعيشه يوميا.
القانون خلق لمنع النزاعات وإنصاف الأطراف، لكن القانون ما هو سوى كلمات و نصوص مكتوبة على أسطر لا حياة فيها ولا مشاعر.
فكيف لهذه النصوص أن تشعر مع طفل قد فقد الاطمئنان والعيش تحت سقف يظلله مع والديه، وقد أجبر هذا الطفل على ان يعيش مع أحدهم من دون الآخر… بل؛ الأكثر من ذلك أن هذا الطفل قد يُجبر على أن يرى أحد والديه كما يرى أقاربه في المناسبات والمواعيد المحددة قَبل مدة.
ما شعور هذا الطفل حين يعلم ان قاضيا قد منع والده من أن يراه أكثر من خمس ساعات في الأسبوع
او أن قاضيا قد منع والدته من أن تأخذه معها في رحلة صيفية للاستجمام.
وكأن كلمة طلاق أتت لتجعل منه انسانا آليا لا يُسمح بأن تكون له مشاعر ولا احتياجات ولا حتى أمنيات.
نرى الأطفال يعيشون معاناة آبائهم وهم يحاولون جاهدين رؤيتهم مرة واحدة في الأسبوع.
ونراهم يعيشون معاناة والدتهم وهي تقضي عمرها في أروقة المحاكم تطلب حقهم في التعلم و الأكل والشرب وغيرها من نفقات يحتاجها الطفل ليعيش ويكبر.
الأصل في تكوين الأسرة هو الاستمرارية، لكن ما هي حياة الطفل التي ستستمر في ظل منازعات وخلافات وعداءات بين والديه
الأطفال بحاجة للطمأنينة والحب وأنهم هم الأهم في حياة والديهما.
كيف لهم الاستمرار و هم يرون والدهم يطالب بحبس والدتهم تارة ويرون والدتهم تطالب بحبس والدهم تارة اخرى.
ان فاقد الشيء لا يعطيه فكيف لنا ان نبني مجتمعا سليما وبه مطلقون يحاربون بعضهم بعضا ويتخذون من اطفالهم أسلحة لقتالهم.
مسؤوليتنا أن نسعى لتحقيق مصلحة المَحضون المعنوية و المادية قبل اي شيء.
يجب ان يعلم كل الحاضنين انه في الحروب لا يوجد ما يسمى “مكاسب الحرب” و انما هناك طرف خاسر وطرف آخر هو خاسر اعظم.
الاطفال بعد الطلاق يقعون في منطقة غامضة هي منطقة بين الحب و الحرب فهم بحاجة لان نحضنهم وهم أيضا بحاجة لأن نشعرهم بحبنا وان نكون لهم السند والدرع الواقي من متاعب و عثرات الزمن
و ليسوا بحاجة لان يروا ان والدهم قد انتصر على والدتهم او ان والدتهم قد هزمت والدهم
فأين انتم ايها المطلقون من ذلك؟!!!.