أعرب ما تحته خط!

 

الدكتور ذوقان عبيدات –  

الأول نيوز – يقال عن اللغة، أنها هندسة تراكمية، حيث تترابط الحروف لتشكل كلمات، وتتغيّر “التشكيلات الإعرابية” لتغيّر المعاني، وهذا ما يحدث من اجتماع الكلمات في جمل والجمل في معان…إلخ، ويحتل الإعراب مكاناً بارزًا في نحو اللغة حيث يختلف اللغويون بين:

أعرب ما تحته خط! أو أعرب ما خُطّ تحته!!

ومع أني لم أعرف موقفًا واحدًا تعرض فيه من تخرج من قواعدنا إلى حالات إعراب.

فالمطلوب في الإعراب أن تميز الأسماء المرفوعة والمنصوبة والمضمومة ومتى يُسكّن الفعل، كما يرتبط بذلك إعرابات أخرى مثل: الحال والتمييز والمضاف وشبه المضاف، وأخوات كان وإنّ، وحركات التأنيث وحروفها. وغالبًا ما تكون قواعد اللغة أشبه بالطلاسم صعبة الفهم أولًا، وغير مرتبطة بالحياة ثانيًا، وهذه أمثلتي:

  1. لم يستخدم المتعلمون – الإعراب – في حياتهم العملية، فلا ميزة لمن يعرفها ولا عقوبة لمن لا يعرفها، وربما كان من لا يتقن القواعد نائبًا أو إعلاميًا أو وزيرًا. وهذا يعني أن الإعراب لا يستخدم في تقييم أحد، حتى إن معلمي اللغة العربية لا يخضعون لتقييمٍ في الإعراب.

   ولعلّ هذا ما دفع إلى استخدامات هزلية للإعراب:

  1. تسكين تاء التأنيث، وإلحاق التسكين الدائم بها ومحاولة استحضارها على النحو الآتي: تاء التأنيث الساكنة، أما في فعل الأمر فتضاف الياء لتصبح: اذهبي! تعالي! أو إذهبْنَ، اركضْنَ، حيث تبقى ساكنة لاتصالها بنون النسوة.
  2. الخلط بين أسماء العلم التي تُرفع بغض النظر عمن يحمل هذا الاسم، فلماذا يرفع اسم علم إذا كان فاسدًا أو كاذبًا؟

   وكذلك ما يحدث في المبتدأ الذي يرفع دائمًا بغض النظر عن سلوكه!!

  1. وتعلمنا المنصوبات وأدوات النصب دون أن نتعلم من هو النصّاب وما فعل، وأكثر ما قالوا لنا: مفعول به منصوب أو أن فعلًا قد نُصب بسبب أداة نصب.
  2. وتعلمنا التمييز، والتمييز منصوبٌ دائمًا، ولكننا لم نتعلم كيف نميّز بين رأي يستند إلى أدلة وبين عنزٌ ولو طارت.
  3. وتعلمنا المضاف إليه، والمضاف، وقالوا لنا: المضاف إليه هو شخص جليل يسعد المضاف بالانتساب إليه، ولذلك قالوا: المرأة بنت الرجل وأخت الرجل وزوجة الرجل ولم تكن المرأة مضافا إليها أبدًا، ولم يكتفوا بتعليمنا المضاف، بل شبه المضاف أيضًا، وشتان بين مضافٍ وشبه مضاف ومضاف إليه!!

وهناك أمثلة عديدة حيث علمونا كان وأخواتها، وإنّ وأخواتها. ولم يعلمونا:

– الفساد وأخواته وأهله.

– الفقر وأخواته وأهله.

– التفكير الظلامي وأخواته وأهله.

إنها تكنولوجيا اللغة: الحرفية والرقمية نحتاج إلى تكنولوجيا التفكير وابداع واللغة الحية، ويكفي أن كلمات مثل: الحب، والخير، والجمال، والعقل، والأردن كلمات مذكرة مع أن معانيها تشي بغير ذلك!!

 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

فخر الأردن: عدالة لا تعرف المهادنة

الدكتور المحامي احمد الطهاروة – الأول نيوز- هل توقفتم لحظة لتدركوا عظمة المشهد؟ هل استوعبتم …