مجرد وجهة نظر إزاء أيام الزمن الجميل

طلال عوكل –

الأول نيوز – يمضي قطار العمر، لجيلٍ كامل من المناضلين، الذين يلوذون إلى الماضي للتغطية على عثرات وآلام الحاضر بعد أن استنفذنا ذخائرنا في تقديم النصح لبناة المستقبل.

في كل مرة، نودّع فيها شخصية تنتمي إلى ذلك الزمن الجميل، نكون قد غادرنا الشعور بالألم، ليجتاحنا الشعور بالأسى، المشفوع بأمل، في جيلٍ موجود، وآخر قادم لكي يحمل الشعلة، ويخلق زمنه الجميل؛ يحدونا أمل قوي وعميق بأن ثمة من سيستعيد الزمن الذي بدأه والطريق الذي رسمه، قادة الثورة المؤسسين الذين افتتحوا زمنًا عظيمًا، وهم في ريعان الشباب، ولم يكونوا يعيشون ضنك الحياة، والحاجة إلى لقمة العيش، لمناسبة رحيل الحكيم والطبيب جورج حبش الأمين العام لحركة القوميين العرب قبل أن يصبح أمينًا عامًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لا قبل لنا لأن نعيد التذكير بعشرات أقرانه من الكبار الكبار، وكان بودنا لو أننا قادرون في هذه المساحة المحدودة، أن نتحدّث فيما نعتقد أنّه من الأخطاء المفصليّة، التي وقعت بها الحركة الوطنية آنذاك، ولا تقاس طبعًا بضخامة الإنجازات والايجابيات، ولكنها ضرورية للجيل الذي يحمل الراية لبناء المستقبل.

أكتفي في هذا السياق فقط بأمل مقفل ما لم يفتحه جيل قادم وهو ينطوي على حسرة، جوهرها: أن حبش ورفاقه الأوائل لو أنّهم اختاروا استمرار حركة القوميين العرب مع ما اقتضى من تغييرات نحو التركيز على القضية الفلسطينية في إطار العمل القومي العربي، وتحولوا إلى الكفاح المسلح؛ طبعًا ليس في هذا تجاهل لأهمية المنهج العلمي الجدلي في التحليل، ولكنه اقتراب أكثر من خصائص البيئة الاجتماعية والثقافية الفلسطينية والعربية.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

امتحان الرياضيات: مشكلة أم أزمة؟

د. ذوقان عبيدات – الأول نيوز –   في الأردن اعتدنا أن نختصر القضايا والأحداث، …