الخطاب الحكومي بين أمين العاصمة ونظرية أبي واصف!

الدكتور ذوقان عبيدات –

 

الأول نيوز – على هامش تغيير مجالس البلدية الأخير، اتخذت الحكومة قرارات جريئة، وحلّت جميع المجالس، برؤسائها وأعضائها، غير أن جانبا من القرار صدر بحل المجلس كاملا وإعادة تشكيله برئاسة الرئيس السابق نفسه! ذكرني هذا بحادثين هما :

الأول- عندما ترأس المرحوم منذر المصري أمين عام الوزارة 1993 اجتماعا لمديري الوزارة وقال فيه: هذه آخر مرة ألتقي بكم !!

قلقنا وسألته: لماذا يا أبا واصف ؟ وإلى أين ستغادرنا؟

أجاب  أنتم المغادرون ولست أنا !! . طبعا كان يمزح، ولكن قرار الحكومة بإعادة تشكيل مجلس الأمانة ليس مزحا فمزح الحكومة جد !! طبعا لا أتحدث عن أمين العاصمة بل عن نهج الحكومة.

والثاني- بمعهد المعلمين في حوارة، حين اشتكى المدير إلى الوزير يومها  عام 1972 وقال: ” انقل جميع المعلمين الموجودين ” فأجابه الوزير:  وهل تريدني أن أنقل جميع الطلبة لتبقى أنت مديرا دون معلمين وطلبة ؟!

ولعل أي مواطن يسأل : كيف يحل مجلس ويبقى الرئيس؟!

هل كان العمل غير منجز ؟ هل أعاق المجلس رئيسه عن العمل المبدع؟ طبعا في الحالتين هي مسؤولية الرئيس !

أكرر، كل الاحترام لأمين العاصمة. فليس الموضوع هُوَ هُوَ بل هُوَ بما ليس هُوَ!!

هذا خطاب الحكومة ! فماذا عن خطاب المجتمع ؟

شهدنا حملتين خلال أسبوع، الأولى : ما تعرضت له صاحبة الفكر والرأي نوال السعداوي من شتائم، لم ترتبط بما كتبته عن المرأة أو في نضالها من أجل المرأة بل لأسباب تتعلق بمواقف أخرى قد لا تكون لها علاقة بقضايا المرأة!

 تذكرت ما درسناه عن المغالطات والأوهام التي أعلنها بيكون في مطلع القرن السابع عشر، وحددها بما يأتي :

  • أوهام القبيلة : وهي الحكم وفق الأهواء الشخصية المنتشرة بين جميع البشر وهي منتشرة بين العامة.
  • أوهام الكهف : وهي الأوهام التي تقع بسبب حياتنا في بيئة معتمة، وهي منتشرة بين أصحاب الفكر و العامة.
  • أوهام المسرح : وهي ما وصل إلينا عبرنماذجنا وقادتنا وصانعي عقولنا.
  • أوهام السوق: وهي أوهام ناتجة عن أخطاء شائعة في السلوك اليومي وعدم دقة اللغة وسوء تفسير الكلام !

هذه الأوهام هي التي تشكل الخطاب المجتمعي والخطاب الفردي، وتجعل الانسياق وراء ما يقال لنا !!

والثانية : في منطق يخلط بين المقدس والأرضي، فوباء كورونا حادث علمي له أسبابه ومولداته، وزواله أيضا حادث علمي من خلال التطعيم والتباعد والكمامة والنظافة.

فكيف نربط بين حادث علمي ومواقف ترتبط بقصور تجاه تدين أو شعائر فالمنطق العلمي هو تفسير ظاهرة علمية بأسبابها المباشرة، وليس بأسباب أخرى . والسؤال هل هي حرية رأي؟ وهل يجوز إبداء رأي في قضية حقيقية !!

والسؤال الأكبر: هل جاءت كورونا بسبب ذنوبنا؟ وهل ستنتهي إذا اعتدلنا!؟

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

امتحان الرياضيات: مشكلة أم أزمة؟

د. ذوقان عبيدات – الأول نيوز –   في الأردن اعتدنا أن نختصر القضايا والأحداث، …