الأول نيوز – في صباح يوم الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2005، دوى انفجار ضخم في حي وطى المصيطبة بالعاصمة اللبنانية بيروت. وكان الشارع اللبناني متخوفا من حدوث أعمال عنف بعد نجاح كبير حققته تحالفات حزبية معارضة لسوريا في الانتخابات البرلمانية التي جرت قبلها بأيام.
لكن أحدا لم يكن ليتوقع أن يكون المستهدف هو القيادي الشيوعي البارز جورج حاوي، فقد انفجرت سيارة حاوي بقنبلة ممغنطة وضعت تحت المقعد الأمامي الذي يجلس عليه بجوار كرسي سائقه.
في عام 1976 اندلعت الحرب الأهلية في لبنان بين الكتائب المسيحية وبين الفلسطينيين الذين وقف إلى جانبهم الحلف اليساري والقومي بمن فيهم جورج حاوي. وفي يونيو/حزيران من نفس العام دخلت قوات سورية قوامها ثلاثون ألف جندي لحماية الكتائب المسيحية من الفلسطينيين.
وبعد سنوات من الحرب الأهلية وقعت الأطراف المتحاربة اتفاقية الطائف عام 1989 برعاية سعودية سورية أميركية، لتضع نهاية للحرب الأهلية في لبنان. وبانتهاء الحرب تجدد التوتر بين النظام السوري والحزب الشيوعي اللبناني.
ابتعد جورج حاوي نسبيا عن الساحة السياسية، ليعود مجددا مع بدايات القرن الحادي والعشرين، فبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005، شارك حاوي في مظاهرات شعبية تطالب بمحاكمة المسؤولين عن الأمن العام، وعدم التمديد لرئيس الجمهورية إميل لحود، وإقامة لجنة دولية لمعرفة القاتل الحقيقي، وكذلك خروج الجيش السوري من لبنان.
وفي يونيو/حزيران 2005 نُظمت أول انتخابات برلمانية بعد الانسحاب السوري وجرت على أربع مراحل كان آخرها في العشرين من الشهر ذاته عام 2005، أي قبل يوم واحد من اغتيال حاوي.
ربطت جورج حاوي علاقة وثيقة بقيادات اليسار الفلسطيني المتمثلة بالأمين العام للجبهة الديموقراطيّة نايف حواتمة وبالأخصّ مع الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الدكتور جورج حبش وأيضاً بقيادة فتح وياسر عرفات.