الأول نيوز – قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج: “مشروعنا ليس مشروع حروب، بل مقاومة وتحرير، وطننا العظيم وقدسنا قلب الأمة العربية والإسلامية”، مؤكدا أن المقاومة بغزة حققت انتصاراً يرفع رأس الأمتين العربية والإسلامية، وأن دعمها واجب الأمة.
وأكد مشعل في لقاء عبر قناة (العربية)، مساء الأحد، أن إسرائيل خطر على الأمة، ومخطئ من يعتقد أنه يمكن أن تكون جزءاً من الحل للأزمات، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الحرب الأخيرة، أثبتت أنها العدو الحقيقي للأمة.
وحول علاقات حماس السياسية، قال مشعل: “نحن كنا وما زلنا ننتمي لجماعة الإخوان المسلمين فكرياً، ولكننا حركة فلسطينية إسلامية مستقلة، قضيتها مقاومة الاحتلال، وقرارها عند قيادتها، ولا تخضع لهذا التنظيم أو تلك الدولة، وقرارنا نأخذه انطلاقاً من مصلحة شعبنا الفلسطيني”، مضيفا: “حماس لا تحصر انتماءها إلى محور بعينه في المنطقة والإقليم، وإنما ننفتح على جميع الدول، فنحن حركة مقاومة نضالية نحتاج إلى دعم الجميع”.
وأكد مشعل أن حركة حماس انفتحت على جميع الدول منذ انطلاقتها، وأقامت علاقات سياسية مع العديد من دول الأمتين العربية والإسلامية، مؤكدا أن من يفتح لحركة حماس أبوابه، فتشكره.
وفي سياق آخر، دعا مشعل المملكة العربية السعودية، للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، وفتح أبواب العلاقة مع حماس، والعودة إلى دورها المعروف عنها في دعم القضية الفلسطينية.
وحول دعم حركته، قال مشعل: “دعمنا كثيرون رسمياً وشعبياً، وإيران تدعمنا بالسلاح والتقنيات، ونشكرها ونشكر كل من يدعمنا، وشُكرنا لمن يدعمنا لا يعني أننا نتوافق معه في أجندته الإقليمية أو الدولية، ودعم الدول لنا لا يؤثر على استقلال قرارنا”.
وأضاف: “من له مشاكل مع إيران وتركيا أو غيرها، فحلُّها ليس بالذهاب إلى الحضن الإسرائيلي، وإنما بأن نكون أقوياء، وندير مصالحنا وأمننا على أساس ذلك”.
وتابع: “أستغرب من بعض الذين يطالبوننا بقطع العلاقة مع إيران، بينما دولهم تقيم علاقات سياسية معها، وحماس لن تتراجع عن أي علاقة تفيد شعبنا الفلسطيني، ونحن في جميع الأحوال لسنا تبعاً لأحد”.
وفيما يتعلق بالحرب الأخير على قطاع غزة، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج، أن الحروب تُفرض على المقاومة فرضاً، نتيجة سلوك الاحتلال العدوان، والاستيطان، والاعتداء على القدس والمقدسات، وحصار غزة الذي يقتل العشرات يومياً.
وأشار مشعل، إلى أن الاحتلال بدأ العدوان على الشعب الفلسطيني في الحرب الأخيرة على غزة، عندما اعتدى على الاهالي في القدس، واقتحم الأقصى في رمضان، وتجاهَل تحذيرات المقاومة وقائدها محمد الضيف.
ولفت إلى أن غزة أكدت في معركتها الأخيرة أنَّ بوصلتها القدس، ومستعدة للتضحية دفاعاً عنها، وأثبتت أن القضية واحدة والشعب الفلسطيني واحد، وكشفت كذب مزاعم البعض في نية حماس إقامة دويلة تنفصل فيها عن أرضنا وشعبنا، على حد تعبيره.
وقال: “نتائج معركة سيف القدس، هي جزء من تراكم معاركنا مع الاحتلال، ونتائج نضال الشعوب لا تُقاسُ بمعركة واحدة، وإنما بتراكم الفعل والنتائج”، مضيفا: “أدعو للنظر بعين الافتخار إلى ما حققته المقاومة من انتصار على الاحتلال الإسرائيلي، وكيف نجحت في إجباره على التراجع الاستراتيجي في مشروعه التوسعي”.
وتابع مشعل بقوله: “انظروا إلى حال إسرائيل اليوم، كيف انكفأت إلى الداخل، وتتلقى الضربات في تل أبيب بعد أن كانت توسع عدوانها في المنطقة وتحتل أراضي عربية”.
وأشار إلى أن الشارع العربي والإسلامي والإنساني انخرط كلُّه في الميدان دفاعاً عن القدس وغزة، وهذا مؤشر كيف أن العالم بدأ يتغير ويلتف أحراره دعماً للشعب الفلسطيني حين يصمد في وجه الاحتلال ويتمسك بحقوقه.
وحول ملف التطبيع مع الاحتلال، أكد مشعل أن الشعب الفلسطيني، واجه مشروع ترامب (صفقة القرن) ومشاريع تصفية القضية وأفشلها بصموده ورباطه ومقاومته ووحدته في الداخل والخارج كما أثبتت المعركة الأخيرة، لافتا إلى أن محاولات البعض، تكوين ثقافة عند شعوب الأمة أن إسرائيل جزء من الحل، ويمكن التعايش معها، هي محاولات فاشلة لن يكتب لها النجاح، لأنه يتم المراهنة على وعي الشعوب وأصالتها.
وأكد مشعل، ان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يطوف الآن دول العالم العربي والإسلامي، ويُستقبل في العواصم المختلفة بدون انحياز لطرف على حساب آخر، داعياً كل دول العالم العربي والإسلامي لاستقبال قيادة الحركة.
وقال: “نتمنى أن تخرج سوريا من أزمتها، وتعود إلى الاستقرار، وأن تحقق شعوب الأمة تطلعاتها، فقوة الأمة هي لخيرنا جميعاً، وهي أحد أهم مقدمات الانتصار على العدو”.
وفيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، أكد رئيس حركة حماس بالخارج، أن إسرائيل تتهرب من دفع استحقاق صفقة التبادل، لافتا إلى ان المقاومة مصرة على الإفراج عن الأسرى، وأنها تعرف طريقها في الإفراج عنهم كما فعلت من قبل في صفقة (وفاء الاحرار).