أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – مثلما نحروا عريب الرنتاوي واغتالوا موفق محادين، سلخوا جلد وزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايلة.
بسهولة، ومن دون أن يرتجف لك جفن، تستطيع ان تغتال أي إنسان، شخصية معروفة، أو صديقًا دخل قائمة أصدقائك مصادفة، فما عليك إلّا توجيه تهمة له، وبعدها ستجد مُناصرين يشاركونك نحر الذبيح.
هناك فوائد كثيرة – لا أحد يستطيع إنكارها – لوسائل التواصل الاجتماعي ـ الفيس بوك وتويتر، وغيرهما، لكن من أخطر مساوئها أنها سمحت بتداول مصطلحات غير أخلاقية، لا يستطيع المرء أن يطلقها في العلن، في الصفحات الوهمية التي لا أحد يعرف صاحبها.
مصيبة المصائب في هذه الأيام، أن سهام التجريح تنطلق من قبل أميين، وفي كتاباتهم متهمة كل من يطرح فكرة جريئة، أو رأيًا مخالفًا لرأي العوام، أو يختلف مع جهة، أو حزب أو تجمع ما، تبدأ من طائفي وإقليمي لا يريد الخير للبلاد والعباد، وتنتهي بعلاقات مشبوهة مع جهات مخابراتية، حدّ ان تصل إلى الموساد الصهيوني، بعد أن أصبحت العلاقة مع الـ CIA في نظرهم أقل ضررًا.
في عالم التواصل الاجتماعي الآن، صفحات مفتوحة لكل من هب ودب، بعضهم يتجرأ ويضع اسمه وصورته على صفحته الخاصة، وبعضهم يختبئ خلف أسماء وهمية، ويكيل الاتهامات من كل حدب وصوب، أقلها أن الكاتب الفلاني قبض من جهات محلية أو خارجية للترويج لفكرة ما.
حتى في الاختلاف السياسي الذي من المفترض ألّا يُفسد للود قضية، فإن سهام النقد والتجريح والتخوين جاهزة لتوجيهها نحو كل من يختلف معك بالرأي.
أذكر في حروب غزة، أن كل من كان ينتقد سلوكًا للمقاومة هو في صف الأعداء، حتى وصلت الاتهامات إلى “الصهاينة الجدد” كما يحب جماعات تيار الإسلام السياسي واصدقاؤهم إطلاق هذا النعت على كل من لا يوافقهم الرأي.
حتى عندما ينتقد المرء سلوكًا لتنظيم داعش الإرهابي يقوم أنصار هذا التنظيم (الخلايا النائمة)، وأنصار التقسيمات الجديدة بين سنَّة وشيعة، بالهجوم الوحشي على كل من يدعو إلى محاربة هذا التنظيم والخلاص منه، طبعًا وبجبن شديد من دون أن يكتبوا أسماءهم الحقيقية.
وإذا طرح كاتب قضية جريئة، تهبّ عليه الأصوات النشاز، بأن هذه الكتابة مدفوعة الأجر، وأنها بتوجيهات من أطراف مستفيدة، وأنها ضمن أجندة التقسيم والتفتيت.
للأسف الشديد؛ فقد فتحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحات البطولة الوهمية لكل من تعيش في داخله عناصر النقص والدونية، فتراه يقيم المعارك تحت أسماء وهمية، معتقدًا أنه يحارب في اليرموك او يشارك في “المعركة الكبرى”.
الدايم الله…