انتبهوا فى قضية سد النهضة!

سليمان جودة –

 

الأول نيوز – العربى البسيط أدركها بالفطرة فى وقت مبكر، فقال إن البعرة تدل على البعير، وإن القدم تدل على المسير، وإن السماء بأبراجها تدل على وجود الحكيم الخبير!

وفى قضية السد فإن منطق ذلك العربى يمكن أن يسعفنا وأن ينبهنا بالتالى لأن المقدمات تؤدى إلى نتائجها، ولأن ما تقوله إثيوبيا وما تفعله فى القضية يدل على نيتها الآن وفى المستقبل، ويدل على أنها تحمل من سوء النية ما يكفى، كما أنها لا تُخفى ذلك، وإنما تعلنه!

إن كل مصرى يقف خلف بلاده فى معركة مجلس الأمن التى ستنعقد جلستها، بعد غد الخميس، وكل عربى مخلص لعروبته يساند القاهرة ويصطف إلى جوارها، وكل الدعوات بالتوفيق للوزير سامح شكرى وللفريق الذى يقاتل معه فى هذه المهمة المقدسة!

ولكن العبارات التى صدرت عن المندوب الفرنسى فى المجلس تعيدنا إلى منطق العربى البسيط لأن ما قال به المندوب الفرنسى يشير إلى أن الاسم الأنسب لهذا المجلس هو مجلس اللاأمن، لا مجلس الأمن!!.. وإلا.. فما معنى أن يُقال على لسانه إن المجلس لا يملك الخبرات الفنية الكافية للفصل فى الموضوع؟!

من خلال عبارة كهذه تستطيع أن تتوقع طبيعة ما سوف يقدمه المجلس عندما ينعقد، وتستطيع أن ترى أنه يعقد جلسته تحت الضغط المصرى- السودانى، وأنه يعقدها ذرًا للرماد فى العيون، لا عن رغبة صادقة فى حل قضية تهدد الأمن فى هذه المنطقة المهمة من العالم!

إن وزير الرى الإثيوبى لا يتحدث فى أى مناسبة إلا ليقول إن عملية ملء السد تمضى وفق الجدول المقرر لها.. وحديثه بهذه النبرة ليس سوى مقدمة تؤدى إلى نتيجتها.. والسؤال هو: ماذا لو صدر قرار عن مجلس الأمن فى صالح القاهرة والخرطوم، ثم لم تلتزم به أديس أبابا وقت الجد وعند التنفيذ؟!.. كم من قرارات صدرت عن المجلس ولم تلتزم بها إسرائيل فى قضية فلسطين، ولا حتى أعطتها أى اهتمام؟!

إثيوبيا تتصرف فى قضية السد كما تتصرف تل أبيب فى القضية الفلسطينية، وكما تتصرف إيران فى قضية برنامجها النووى !.. هكذا بالضبط.. ولا يوجد أى فارق بين الدول الثلاث.. فالمنهج واحد، والأسلوب واحد، والطريقة واحدة.. والدول الثلاث تتصرف على أساس شراء الوقت لا أكثر.. وهذا ما يجب علينا أن نوقفه على المستوى الإثيوبى بحزم وعلى الفور.. راجعوا أداء طهران وتل أبيب وأديس أبابا، وسوف يتبين لكم أنه صورة طبق الأصل.. وليس أمام مصر إلا أن تتصرف فى موضوع السد بالطريقة التى تراها مُنجزة، وألا تثق كثيرًا ولا قليلًا فى مكلمة الأمم المتحدة ومجلسها، وأن تصل رسالة منها إلى الحكومة الإثيوبية تقول: جفّت الأقلام وطُويت الصحف

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

هنا الأردن.. ومجده مستمر جرش 2025

الدكتور نضال المجالي كالعادة، يعود الفن ليحمل أهم العناوين، متجاوزاً كل أشكال الفعاليات الأخرى. جرش …