أحمد ابو خليل –
الأول نيوز – بعد الفضائح الأخيرة حول البسطات ومعرش البطيخ والعرباية، اتخذت أمانة عمان أمس قرارا بتخصيص 16 قطعة أرض كمواقع تبسيط، وإقامة ثلاثة أسواق شعبية.
كلمتي المختصرة: أيها الإخوة في الأمانة، السوق الشعبي ومواقع التبسيط ليست مجرد ساحة فارغة نسمح للناس أن يقيموا بسطاتهم فيها.
قرار التبسيط يشتمل على كل مقومات القرار الاستثماري، والفرق يكمن في الحجم فقط.
أدعو الأمانة الى الاستفادة من تجربتها السابقة. لقد اتخذت سابقا مثل هذه القرارات، وأقامت عددا من الأسواق الشعبية وتحملت كلفا مالية كبيرة، وكان الفشل سريعا ومباشرا، وكان يكفي أن يُستشار أي صاحب بسطة حتى يتوقع الفشل.
أدعو لمراجعة تجربتكم في الهاشمي الشمالي وشارع اوتستراد الزرقاء وصويلح والقويسمة.
من فضلكم، ولو مرة واحدة. استمعوا باحترام لأصحاب البسطات، فبعد إذنكم، لدى أصحاب البسطات خبرة تنموية أكثر مما لديكم في مجال المكافحة الذاتية للفقر وفي مجال التوظيف الذاتي. ولا تأخذوا قرارات عبثية لن تستفيدوا منها سوى الصور التذكارية لافتتاح المشروع، وبعض الهمبكات هنا وهناك.
تذكروا أنكم توافقون على تجاوزات مستثمرين كبار، فتسمحون بإقامة مولات في شوارع وعلى تقاطعات حساسة فتتسبب في أزمات سير وتكلفكم الكثير من المراقبين ورجال السير والأمن. وتبررون ذلك بتشجيع الاستثمار. أعطوا من يستثمر على بسطة قدرا بسيطا من حنانكم على المستثمر الكبير.
المنظور التنموي يقول ببساطة: إن ساحة بسطات تتسع 100 بسطة يتحصل منها دخل قليل يتوزع على 100 أسرة أفضل من مشروع كبير يتحقق منه دخل كبير لمصلحة فرد واحد.
أقدر أن بعض القراء والأصدقاء قد ملوا من كثرة كلامي عن البسطات. لكن اسمحوا لي، الموضوع بالنسبة لي لا يُمَل. هذا القطاع حيوي إلى درجة كافية لطرد الملل. يكاد يكون مجتمعا كاملا، فيه الاقتصاد والاجتماع والثقافة والفنون وأشكال التنظيم، وفيه منتهى الجد ومنتهى الهزل.
أفكر فعلا بإصدار “الكتاب الأبيض في البسطات”.