للمرة العاشرة.. إلغاء امتحان الثانوية.. لِمَ لا؟..أسامة الرنتيسي

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – لم تُربك وزارة التربية والتعليم طلبة التوجيهي وأهاليهم فقط، بل أربكت المجتمع كله، وبكل الأحوال لم يكن متوقعا أن تعترف الوزارة بكارثة امتحان الفيزياء، فهذا ديدن السياسات الرسمية بمجملها.
صحيح أن هناك تربويون دافعوا عن الوزارة ووزيرها، لكن ما حدث في امتحان الفيزياء لا تقل مآساة عما حدث العام الماضي في العلامات الكاملة 100 % التي حصل عليها مئات الطلبة، والأخطاء السنوية في امتحانات التوجيهي مستمرة ولن تتوقف.
الوزير والوزارة بأجهزتها العاملة في امتحان التوجيهي يتحملون المسؤولية الأولى عن الإرباك الذي وقع ويقع في امتحان التوجيهي.
لقد خضع امتحان التوجيهي في الأردن إلى تجارب نقلها وزراء التربية كل على طريقته الخاصة، ففي السنوات الأخيرة جرت تعديلات على أسس الامتحان، لا يمكن أن تصنع طمأنينة لدى الطلبة وأهلهم، بل إن معظم الأردنيين لا يعرفون أسس الامتحان ولا طريقة اختيار المواد الدراسية، حتى أن أولياء أمور الطلبة ذاتهم مصدومون من جهلهم في التغييرات التي وقعت على الامتحان وهم لم يتمكنوا من متابعتها.
حتى قضية إعلان نتائج التوجيهي، لا أحد يعلم لِمَ تحتاج إلى نحو الشهرين لاستخراجها، وفي دول أخرى، عدد طلابها خمسة أضعاف طلبتنا كالسعودية ومصر مثلا، لا تحتاج سوى أيام قلائل، وفي دول أخرى تعلن النتائج بعد يومين من تقديم آخر امتحان، ومع كل هذه المدة التي تصرفها الوزارة لاستخراج النتائج، إلا أن نسبة الأخطاء ليست قليلة، ولنا تجربة مؤلمة قبل سنوات.
بعد أن أصبحت الامتحانات بؤرة توتر في المجتمع الأردني بعد امتحان الفيزياء الأخير، الذي سوف تضطر الوزارة لمعالجة الخلل بزيادة علامات متساوية للطلبة، فماذا استفدنا من كل التصويبات التي وقعت في الوزارة خلال السنوات الماضية.
لم تعد المبررات التي تسوقها الوزارة سنويا مقبولة، على غرار أن جميع الأسئلة من المنهاج، وأنها في مستوى الطالب الضعيف والمتوسط والجيد والممتاز، وأن هناك استعدادات أمنية مكثفة لضمان عدم تسريب الأسئلة ومنع حالات الغش.
منذ سنوات نرفع الصوت عاليا، لا حل الا بالتفكير الجدي في إلغاء امتحان الثانوية العامة، والبحث عن بدائل أخرى للقبول الجامعي، مثلما تفعل دول عديدة، حيث يترتب على الطالب الحصول على علامات محددة في مواد جامعية معينة تؤهله للحصول على المقعد الجامعي والتخصص الذي يريد، أما أن نبقى خاضعين لامتحان لم يعد مقياسا نموذجيا لمستوى الطلبة فإننا نتأخر عن ركب الدول المتقدمة.
الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

دين أبوهم اسمه إيه؟!

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – بينما العالم يقف على رؤوس أصابعه  متابعًا ضرب …