عندما نسترجع طاقاتنا المنهوبة.. كالشمس عندما تُبدّد الظلام

الدكتورة رهام زهير المومني –

 

الأول نيوز – نختنق خوفا، نتألم من المرض، نحزن لفقدان عزيز ووجع قريب وصديق، وفقد عمل، لحظر إجباري فرضه الفيروس، لعدم القدرة على زيارة أهل، لخوف من المستقبل من الفقر ومن الحُبّ حتى، ونعتقد لفترة أن ما يصيبنا سيدوم، وأن لا شفاء بعد المرض ولا حبّ بعد الفراق ولا فرج بعد طول انتظار، وبعض منا يؤمن بأن الفرجَ آتٍ، وأن الشمس ستشرق من جديد، وأن النورَ سيبزغ.
الطاقة الإيجابية هي ما يحتاجها الكثير منا، ويفتقدها أيضا الكثير بسبب المشاكل والإحباطات التي أصابتنا لظروف خارجة عن إرادتنا، فشكلت طاقة سلبية انتشرت بيننا ومنعتنا من الاستمتاع بحاضرنا، فحياتنا ما هي إلا طرفة عَين فكيفما ترى تَجد، وأين تتجه تَسعد، أهدافنا صنع أيدينا نجددها دائما لنستطيع أن نفرح ونعيش ونعمل.
إننا نستمد طاقتنا الداخلية من الأشياء المحيطة بنا، ونتأثر بالطاقة سواء سلبا أو إيجابا، ولكي نحافظ عليها يجب أن نوجد في الأماكن التي نجد فيها طاقتنا، وأن نختار الأشخاص المحيطين بنا، فما أجمل أن نمتلك تلك الطاقة ونتشارك بها، لنحقق أحلامنا معا، ونذلل العقبات التي تواجهنا، ونتعلم أن لا مستحيل في الحياة بوجود الإرادة والعزيمة، فعندما نخسر شيئا فإننا نكسب شيئا مقابله، لأن الحياة ليست مثالية ولا نحن أيضا، نستمدها أيضا عندما نتعلم من الماضي ونفكر بالمستقبل ونستمتع بالحاضر وما لدينا، وأن نترك بصمات أينما كنا، عندما نثق بأنفسنا ونتغلب على الخوف الذي بداخلنا، وإذا سعينا لشيء ولم نحصل عليه فإن الله أبعده لخير.
يعتقدون أنني لا أحزن ولم أعانِ ولم أتألم لأنني أبتسم دائما… متفائلة بأن القادم أجمل برغم معاناتي أحيانا وبرغم الصعاب التي واجهتها في حياتي، شعرت بالوحدة أحيانا وبالانهاك من تربية الأبناء والعمل أحيانا كثيرة، سهرت الليالي وعملت ودرست واجتهدت ونجحت وأخفقت أحيانا، حزنت وتألمت احيانا أخرى، قلقت وتوترت وبكيت وفرحت، وكل ذلك لأنني بشر لي مشاعر وأحاسيس ولأن إيماني كبير بالله وثقتي به عز وجل لا حدود لها، ما ضاقت إلآ فُرجت، كانت تمر المشاكل كسحابة صيف فيكون ألمي أقل وحزني قصير وهموم الدنيا باردة لقناعتي وإيماني بأن الله يختار الأفضل دائما والقادم أجمل، “وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم”، ويقيني بالله يقيني… عبارات أرددها دائما تساعدني على تخطي أية عقبة، فالابتسامه تجلب الحظ والسعادة، فتُسعد نفسك والآخرين، والقلب النظيف يمنحك الحب والمحبة من الجميع، والأهل يعطونك شعور الأمان، والأصدقاء يمدونك بطاقة إيجابية ومرح، فنحن بطبيعتنا نتأثر بأولائك الذين يمثلون المعنى بتصرفاتهم وأسلوبهم ونظرتهم الإيجابية للحياة، ويكون تأثرنا مضاعفا من هؤلاء الذين يلقون بهمومهم على الآخرين ويحولون الحياة الى جحيم، فنظن لوهلة انها النهاية، وأن الحياة عبارة عن جحيم، والناس شياطين على الأرض، وهذا لا يعني ان البشر ملائكة وأنهم معصومون عن الخطأ، ردة فعل طبيعية عندما تخالط هذه الفئة ان تشعر بالإحباط والحزن.
تشرق شمسي وتتجدد طاقتي باستمرار لأن تأثيري إيجابي في من حولي، تشجيعي لهم على إكمال الدراسة، العمل الطوعي، فتح المشروعات، تغيير أسلوب حياة، وغيرها الكثير يكفي أنهم متفائلون مثلي ويرددون عباراتي.
في بعض الأحيان، يجب أن تتبدل بعض الأمور لتحصل على التغيير المطلوب أحيانا، يجب عليك أن تكسر حتى تتعرف على تلك القوة الرهيبة داخلك، أحيانًا يجب أن تُخْطِئ لتكتسب الحكمة أحيانًا يجب أن يتملكك الحزن لتتمكن من السعادة في المستقبل، فلنحرص على الطاقة الإيجابية التي تدعمنا نفسانيا ولنتخلص من الطاقة السلبية، فحياتنا عبارة عن قصة من عدة فصول فإذا كان فيها فصلٌ سيّئ فلا يعني ذلك نهايتها، لنطوي الفصل ولنفتح صفحة جديدة.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

السادية في التعامل مع أهل غزة: حين يتحول الإيذاء إلى سياسة ممنهجة

الأول نيوز – [صلاح ابو هنود] مخرج و كاتب منذ ما يزيد على 17 عامًا، …