المهندسة قمر النابلسي –
الأول نيوز – الذكاء الإجتماعي هو حصيلة مجموع الوعي النفسي والإجتماعي والمعتقدات الاجتماعية ,المواقف ,القدرات والإدارة, مجتمعة معاً,هو القدرة على التعامل مع مختلف الأعمار والفئات والثقافات بحكمة ,هو الذكاء التفاعلي والتصرف بذكاء في علاقاتك مع الآخرين ,وهو نوع من أنواع الذكاء , باختصار قدرة الشخص على فهم بيئته والتصرف بشكل ملائم لسلوك ناجح اجتماعياً.
نحتاج جميعاً لتنمية هذا الذكاء باعتباره مهارة يمكن تعلمها واتقانها مع الوقت ,يقول العالم هاورد غاردنر :((إن الذكاء عبارة عن مجموعة من المهارات تمكن الشخص من حل مشكلاته وكذلك القدرة على الحصول على المال وأن يكون شخصاً ذا قيمة وتقدير من المجتمع ,وقادراً على إضافة معرفة جديدة ,فالذكاء ليس بعداً واحداً بل عدة أبعاد ,وهو مختلف من شخص إلى آخر, وكل شخص متميز عن الآخرين بنوع من أنواع الذكاء)) إذاً هو فن ومهارة ومن أهم مفاتيح النجاح في الحياة.
وقد يطلق على الذكاء الإجتماعي مصطلحات أخرى فيقال هذا شخص دبلوماسي وهذا انسان يتقن فن الايتيكيت ,وجميعها تصب في نفس المعنى, ولا يعني ذلك أبداً التملق أو الكذب فليس ذكياً من يكسب مواقفاً أو أشخاصاً ويخسر نفسه ,فالذكاء الإجتماعي وسيلة من وسائل النجاح في الحياة يمكن استخدامها بطريقة ايجابية وكذلك يمكن استغلالها بطريقة سلبية .
أن تمتلك ذكاءً اجتماعياً يعني أن تمتلك مجموعة من الصفات – ممكن تعلمها واتقانها مع الوقت – تساعدك على التواصل بكفاءة مع الآخرين :
1-مهارة الإستماع ,ليس فقط من أجل الرد بل من أجل فهم عميق للآخرين يشعرهم بالإحترام والتقدير.
2-مهارة الحوار ,كيف تحسن انتقاء الكلمات ,انتقاء الوقت والزمان المناسب لإجراء الحوار,وضبط نبرة الصوت ولغة جسدك.
3-مهارة إدارة السمعة وكيف تترك انطباعاً جيداً و مدروساً عند الآخرين .
4-مهارة الإنسحاب في الوقت المناسب ,والإبتعاد عن الجدال العقيم .
5-معرفة العادات والمعايير الإجتماعية واحترامها,ومهارة طرح وجهة النظر دون المساس أو التعرض لتلك المعايير ,والقدرة على التعامل مع مختلف المواقف.
6-مهارة التعاطف والشعور مع الآخرين,بهذا تستطيع فهمهم وتفهم مواقفهم .
بما أن تطوير ذكائنا الإجتماعي ممكن وهو كما ذكرنا مهارة مكتسبة يمكن اتقانها مع الوقت ,مع عدم انكار أن هناك أشخاصاً يمكنهم تنمية هذه المهارة لديهم دون بذل الكثير من الجهد ,بينما البعض الآخر بحاجة إلى التدريب والتمرين بشكل أكبر حتى يتمكنوا من اتقانها ,لكنها مهارة تستحق بذل الجهد لتعلّمها واتقانها فهي تحدد مدى نجاحك وتقدمك في هذه الحياة, أما كيف نتقن هذه المهارة فهو من خلال بعض الاستراتيجيات منها:
1-انتبه لمحيطك , درّب نفسك على دقة الملاحظة ,انتبه واهتم بالتفاصيل, وتذكّرها .
2- طوّر ذكاءك العاطفي ,وذلك من خلال فهم مشاعرك الخاصة وإدارتها بكفاءة ,فكلما أصبحت أكثر قدرة على فهم مشاعرك إزددت قدرة على فهم مشاعر الآخرين .
3-احترم آراء الآخرين ,دينهم ,ثقافتهم ,عاداتهم وتقاليدهم ,تصبح أكثر وعياً وفهماً وتقبلاً للآخر المختلف.
4-قدّر الآخرين واهتم بشكل خاص بالأشخاص المقربين منك ,واحرص على التواصل الفعّال .
5-تعلم فنون إدارة النزاع ,العلاقات الإنسانية تشهد الكثير من الخلافات والنزاعات التي لا مفر منها ,تعلم حل الخلافات ,هذه المهارة تكسبك ثقة بالنفس وقدرة على تكوين علاقات جديدة ناجحة ومهارة اجتماعية قوية .
ربما ما نشهده في هذه الفترة من تصريحات وتصرفات ومواقف للكثير من الأشخاص في مختلف المواقع والمناصب وما يتبعها من جدال واختلاف ونزاع يؤدي احياناً إلى القضاء, يكشف عن جهل بهذه المهارة التي لا تعتبر اختياراً خاصة لمن يتبوأون المناصب أو المراكز الحساسة بل هي واجب لأنها لا تؤثر على الفرد بشكل شخصي وإنما تؤثر على مجتمع بأكمله.