مقالات مشابهة
الدكتور نسيم سماوي –
الأول نيوز – من اساسيات الحوار الناجح وخاصة تلك الي تجري عبر شبكات التواصل الاجتماعي، اختيار المفردات والكلمات المناسبة والتي تعبر عن ما يدور في بال صاحبها، على ان يتم مراعاة فيما اذا كانت هذه الرسالة موجهه للعموم -وهذا تقريبا ينطبق على غالبية الرسائل التي يتم تناقلها على شبكات التواصل- او موجهة الى فئة معينة من اصحاب الاختصاص. فاذا كانت للعموم فيجب مراعاة انتقاء الكلمات والمفاهيم التي يسهل استساغتها وادراكها من الصغير بالسن والكبير ومن اصحاب الخبره او من دونها، واذا كان لا بد من استخدام مصطلحات ذات معنى فني او دقيق بيجب ان يرافقها شرح مبسط يوضح مفهوم هذه المصطلحات.
عند طرح الافكار او الرسائل، يجب الابتعاد عن الافتراض بأن متلقي الرسائل والافكار هذه عليه اتخاذ نفس الجانب الذي يتخذه او يتبناه صاحب الرسالة، ويعتبر الانفتاح بشكل كافي على جميع الردود او الاراء المطروحة بغض النظر عن درجة قربها او ابتعادها عن الفكرة او الموقف الاساس عاملا ايجابيا وضروريا. فالتمسك بالرأي المطروح بداية ورفض ما يتم تداوله من افكار من قبل الاخرين يخرج الحوار عن مضمونه ومعناه ويحوله الى مجرد طرح افكار او قناعات احادية الجانب. كذلك من الواجب الانتباه الى عدم اللجوء الى الحوار المعاكس فاذا اتجه احد طرفي الحوار يمينا اتجه الاخر يساراً والعكس صحيح، وذلك لاثبات الذات ومن باب التمسك بالرأي ولو كان على حساب الحقيقة.
ولا بد لانجاح الحوار من التمسك بادبياته، فهناك البعض وفور جلوسه خلف لوحة المفاتيح يتقمص شخصية اخرى ويعطي لنفسه الحق بتوجيه الكلمات واللكمات لغيره، ناسياً او متناسياً بأن اساس الحوار هو احترام الطرف الاخر وعدم التقليل من شأنه. الحوار الناجح يبقى ضمن دائرة الاحترام المتبادل ويبتعد فيه عن الاجواء الغوغائية وتبادل الاتهامات، ولا يكون الهدف منه تحقيق الانتصار واثبات الذات او يقصد منه الرياء والمجاملة.
وفي النهاية لا بد من التفريق وعدم الخلطبين الفكرة وصاحبها، والاستماع لوجهات النظر المختلفة، والتذكر دائما بأن (الاختلاف لا يفسد للود قضية).
