تزوير التأريخ العبري بالحُمُّص وشجر الزيتون الرومي!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – تكتشف بعد معلومات كثيرة في ولايات ومدن أمريكية أن “إسرائيل” تحفر في التأريخ العبري لتضع بصمات في كل شيء، حتى الحمص الذي تزعم إنه موجود في التوراة قبل 3500 سنة، تحاول أن تكون صاحبة المنتج الأول في المستوى والطعم في المطاعم التي تقدمها، وللأسف يضطر الشباب العرب أن يعترفوا بذلك، لأن الملعنة “الاسرائيلية” ذكية في الاختراقات حتى لو كان على مستوى لقمة الأكل.
طبعا؛ يدافع الجميع عن أن اصل الحمص والفول لبلاد الشام ومصر، فالقضية وطنية فالحمص مسألة وطنية ومسألة هُوية. والفلافل قصة عشق على مائدة العرب إن كانت على طريقة فلافل بلاد الشام أو طعمِّية مصر.
لا تسرق “إسرائيل” الأرض الفلسطينية فقط من خلال عمليات الاستيطان والتهويد، وأخطرها ما يتم بالقدس الشرقية داخل البلدة القديمة وفي منطقة الحرم القدسي بصورة خاصة، ضمن مسلسل طمس المعالم الإسلامية والمسيحية والعربية في المدينة المقدسة بهدف تهويدها؛ وهي لا تعتقل المستقبل الفلسطيني فقط من خلال إغلاق منافذ السلام العادل والشامل كلها، والاعتقال الفعلي لأكثر من عشرة آلاف مناضل فلسطيني في سجونها، وتسطو على خيرات الأرض الفلسطينية، وتسرق مياهها؛ كما أنها لا تكتفي بتنغيص الحياة اليومية للفلسطينيين، وتمارس أبغض أشكال السلوكات الاحتلالية، وتعمل بكل جهد على سرقة التأريخ الفلسطيني، بعدما سرقت الجغرافيا، وحتى قبور الأموات لم تسلم من السرقة، حيث جرفت بلدية القدس العبرية نحو 100 قبر في مقبرة مأمن الله الإسلامية التأريخية بالقدس، وذلك من أجل بناء ما يسمى متحف التسامح، والصحيح أن يسمى “متحف العمل العدواني”..
لقد سرقت كل شيء؛ الآثار والتراث العربي والفلسطيني، ابتداء من الثوب التراثي والنجمة السداسية، وحتى عملة الشيقل المتداولة في “إسرائيل”، وتسجل كل ذلك باسمها في “اليونسكو.”
حتى الكوفية الفلسطينية يحاول الاحتلال “الإسرائيلي” تشويهها، حيث قامت بصناعة الكوفية ووضعت النجمة السداسية بداخلها، ولونتها عدة ألوان بالأخضر والأزرق وألوان أخرى لتشويه التراث الفلسطيني.
إنها تسرق أيضا، وبعمل منظم، رمز السلام العالمي؛ أشجار الزيتون، وخاصة المعمرة منها، لتزوير تأريخ مستعمراتها.
ففي تقرير صادر عن مركز العمل التنموي “معا”، حذر من سرقة الاحتلال لأشجار الزيتون، المعمرة وغير المعمرة، والتي لم تسلم من قطع وتدمير وسرقة لثمارها، والأخطر تنفيذ مخطط نسب تلك الشجرة إلى تأريخ الشعب اليهودي، واعتبارها رمزا لوجودهم في الأراضي المحتلة، وذلك عبر سرقة الأشجار الرومية، سواء من خلال اقتلاعها المباشر، أو عبر التعاون مع بعض التجار الفلسطينيين الذين سولت لهم أنفسهم بيع مقدرات شعبهم مقابل أثمان رخيصة لمصلحة بعض التجار “الإسرائيليين”، لتعاد زراعتها داخل الأرض المحتلة عام 1948، أو في المستعمرات “الإسرائيلية” في الضفة الغربية.
التقرير استشهد بمثال قرية “قريوت”، وهي بلدة فلسطينية تقع في الريف الشرقي من مدينة نابلس، اشتهرت بأشجار الزيتون المعمرة وخضرة أراضيها، برغم هذا لم تسلم من شبح الاستيطان الذي صادر أكثر من نصف أراضيها، محولا إياها إلى قرية منكوبة بفعل ممارسات الاحتلال. وتعاني القرية من استهداف لزيتونها، حيث سجلت خلال الأعوام القليلة الماضية اعتداءات على أشجار الزيتون وصلت حد اقتلاع الأشجار الرومية وإعادة زراعتها من جديد داخل المستوطنات، أو نقلها إلى داخل الخط الأخضر.
الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

لا حياد في العدوان.. صواريخ تفرح القلوب

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز –  العدوان الصهيوني على إيران لا حياد فيه، فكل …