الأول نيوز – شنت وسائل إعلام صهيونية ومرتبطة بالحركة الصهيونية هجوما واسعا ضد الروائية الإيرلندية الشابة سالي روني، بعد سحبها لحقوق نشر روايتها الجديدة باللغة العبرية من إحدى دور النشر في الكيان الصهيوني، التزاما منها بحملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) ضد “إسرائيل” ، حسب بيان ـ اصدرته أكدت فيه التزامها بدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
يذكر أن الشابة سالي روني، تعتبر معجزة أدبية، إذ تم ترشيحها عام 2018 لجائزة Man Booker المرموقة، وحقق المسلسل التلفزيوني المقتبس من كتابها الأول نجاحًا عالميًا. وفي أيلول/ سبتمبر الماضي نشرت روايتها الثالثة “عالم جميل ، أين أنت” ، والتي حظيت بالفعل باهتمام وإشادة كبيرين.
الأمر يتعلق بهذه الرواية حيث زعمت الدعاية الصهيونية أن الروائية روني رفضت السماح بترجمة روايتها إلى العبرية، متهمة إياها باللاسامية، متجاهلة أن الكاتبة رفضت ترجمة روايتها عبر مؤسسة مرتبطة بجيش الاحتلال، و هذه الدعاية التي تصدرتها مجلة فوروورد (إلى الأمام) اليهودية، لم تنشر أي دليل يشير إلى أن روني رفضت اللغة العبرية لحد ذاتها، لا في الواقع إن روني رفضت عرض دار انشر “مودان- Modan” تماشيا مع مبادئ المقاطعة.
الكاتبة الشابة أكدت أن روايتها ماتزال متاحة للنشر بالعبرية ضمن الالتزام بمعايير حركة المقاطعة وقالت في بيانها الذيصدر اليوم “لا تزال حقوق الترجمة العبرية لروايتي الجديدة متاحة ، وإذا تمكنت من إيجاد طريقة لبيع هذه الحقوق التي تتوافق مع إرشادات المقاطعة المؤسسية لحركة المقاطعة ، فسأكون سعيدًا وفخورًا جدًا للقيام بذلك. في غضون ذلك أود أن أعبر مرة أخرى عن تضامني مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والعدالة والمساواة”.
يذكر أن دار نشر مودان – Modan الصهيونية تنشر كتبا بالشراكة مع وزارة الحرب الصهيونية وهذه الشركة تتطابق مع معايير المقاطعة لدى بي دي أس، التي دعت دائما إلى مقاطعة المؤسسات الثقافية الإسرائيلية “المتواطئة في الحفاظ على الاحتلال الإسرائيلي وإنكار الحقوق الفلسطينية الأساسية“..
هذا ليس الموقف الأول لسالي روني، فهي قد دعمت سابقا موقف الروائية البريطانية-الباكستانية كاميلا شمسي عندما رفضت عرضًا لنشر أعمالها في الكيان الصهيوني، ووقعت روني عام 2019 على البيان المفتوح لدعم شامسي الذي وقعه عدد كبير من الكتاب بينهم أرونداتي روي وجي إم كويتزي، بعد أن جردتها مدينة دورتموند الألمانية من جائزة أدبية لأنها أيدت حملة المقاطعة.
في ذلك الوقت عبرت كاميلا شامسي عن فخرها وصموددها على موقفها وقالت في بيان “سأكون سعيدًا جدًا لنشر نشرتي باللغة العبرية، لكنني لا أعرف أي ناشر (خيالي) باللغة العبرية ليس إسرائيليًا، وأنا أفهم أنه لا يوجد ناشر إسرائيلي غير مرتبط تمامًا بالدولة. لا أريد أن أتجاوز خط الاعتصام الذي شكله المجتمع المدني الفلسطيني الذي طلب من كل من يريد تغيير الوضع عدم التعاون مع المنظمات المتواطئة بأي شكل من الأشكال مع الدولة الإسرائيلية”.
بالعودة إلى سالي روني، فهي ليست كاتبة هامشية كما تدعي الدعاية الصهيونية فقد أصبحت روايتاها السابقتان ، “محادثات مع الأصدقاء” و “أناس عاديون” من أكثر الروايات مبيعًا في جميع أنحاء العالم وحصات كل منهما على جوائز نقدية .