الدكتور ذوقان عبيدات –
الأول نيوز – علينا أن نستعد من الان، ففي الثامن عشر من كانون الأول 1973 صدر قرار أممي بالاعتراف باللغة العربية لغة عالمية! ومن عمل في المنظمات الدولية : الأمم المتحدة واليونيسكو والصحة العالمية وغيرها يشعر بأهمية أن تكون اللغة العربية لغة عالمية!
والمشكلة أنها تخطت المحلية ووصلت العالمية ،فعاشت محترمة بين لغات العالم،ويتيمة في بلادها ! فالأطفال لا يحبونها، ونحن لم نفعل شيئا لجعلهم كذلك! وعلى العكس تماما، قام مختصو اللغة عندنا بتطفيش الأطفال وإرهاقهم بقواعد وعروض ونحو وصرف ومفردات : مكّرٍ مفرٍّ وأعرب لا سيما، وبَخٍ بخٍ، وإيلاف وغير ذلك من كلمات لا تستخدم إلا في الامتحان !
وجاء الحصاد، طلبة يرفضون لغتهم، معلمون لا يتقنون كثيرا من بديهيّاتها، نواب يخطئون في أبسط النحو .
ومسؤولون يرفعون المجرور، ولافتات المحال التجارية بل ما تضعه المؤسسات من رؤى ورسائل تكاد لا تخلو من أخطاء !
ما يدهش، حين يتحدث مؤتمر كامل باللغة الانجليزية ! كان في المؤتمر شخص أجنبي واحد ! وحين رفض صخر دودين التحدث بالانجليزية كان عليه أن يثبت أنه فعل ذلك عشقا للغة العربية وليس جهلا بالانجليزية .
الكل يعرف هذه الأحداث ما عدا من سيطروا على مناهج اللغة العربية خلال نصف قرن. احتكروا المناهج والكتب وطرق التدريس وحتى الامتحانات ولم يدركوا أين ذهبوا باللغة العربية !!
ما زالوا فخورين بما فعلوا على الرغم من كل ما حصل !
وخيرًا فعل المركز الوطني للمناهج حين انتبه إلى المشكلة وشكل فريقا جديدا لوضع مناهجها!
نأسف جميعا حين نرى عشق اللغة العربية في سوريا ولبنان وتقدم مناهجها، بينما ما زال من احتكروا المناهج يتحدثون عن الأرقام والمظاهر والعقد التي أخرت وأساءت إلى تعلم اللغة !
ربطوا اللغة بقناعاتهم في نصوص غير مفهومة بدلا من ربطها بحاجات المتعلمين، فانصرف المتعلمون عن لغتهم، بل وصار من المتوقع أن تجد أساتذة في اللغة العربية لا يتقنون أبسط مهاراتها . ويكفي أن تستمع لبعض النواب حتى نشعر بحجم الهزيمة !!
ملاحظة : في عيد اللغة العربية، هل نسمع من يحتفل بها في بلادنا !!