26 عاما على اغتيال زعيم الجهاد الاسلامي الشقاقي.. كنت معه قبل ساعات!

 

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – ملامح وجه زعيم الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي، حتى الآن لا أنساها – في يوم 1995/10/25 – عندما وصلنا إلى مالطا قادمين من ليبيا، حيث أراد أن يمكث فيها أياما، ليغادرها بعد ذلك إلى دمشق.

يومها؛ قلت للشقاقي أين حرسك ومرافقيك، ألا تقلق مما يفعله الكيان الصهيوني الذي يصطاد علماء الشعب الفلسطيني وقادته البارزين كالعصافير، من دون أية تكاليف أمنية، خاصة من كانوا منضوين تحت جناح الإسلام السياسي؟!.

26 عاما  على اغتيال الشقاقي من قبل الموساد الصهيوني في مالطا تأريخ ١٩٩٥/١٠/٢٥. فتحت الذاكرة على سلسلة طويلة من الاغتيالات المجانية ضد قادة وعلماء الشعب الفلسطيني.

حضرت مؤتمرين في ليبيا كان يشرف على تنظيمهما متعهد المؤتمرات جورج حاوي أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني، الذي اغتيل في بيروت في ٢٠٠٥/٦/٣١،

كان مؤتمر ليبيا يعقد بعنوان مؤتمر الحوار الثوري العربي الديمقراطي برعاية الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، بحضور معظم قيادات الأحزاب الشيوعية العربية وقادة العمل الوطني الفلسطيني والعربي.

من بين حاضري المؤتمر كان الدكتور فتحي الشقاقي، وهو ليس كباقي القيادات الفلسطينية فقد كان يحضر من دون مرافقين أو حراسات، وعندما سألته يوما ألا تخشى من أعيُن الموساد يا دكتور، وكيف تتحرك منفردا من دون حراسات، كان جوابه وجواب معظم أتباع الإسلام السياسي، الأعمار مقدرة والله الحامي.

بعد أن انتهت أعمال المؤتمر في العاصمة طرابلس عدنا بحرا الى مالطا، ومنها عدنا الى دمشق، فعمان، في اليوم الثاني علمنا أن  الدكتور فتحي الشقاقي، لم يغادر مالطا حيا، حيث اغتاله الموساد بوساطة شخص أطلق خمس رصاصات على رأسه من مسافة صفر، قبل أن يفرَّ على دراجة نارية كانت تنتظره مع عنصر موسادي آخر ، ثم تركا الدراجة بعد عشر دقائق قرب مرفأ للقوارب، حيث كان في انتظارهما قارب مُعدّ للهروب.

وبحسب رواية “الموساد” التي نشرت بعد ذلك إنه علم أنَّ الشقاقي يستعمل جواز سفر ليبيا باسم ابراهيم الشاويش. ولم يجد صعوبة في تحديد مكانه في مالطا، بناءً على اسمه في جواز السفر.

ويقول “الموساد” وصل الشقاقي في صبيحة اليوم نفسه إلى مالطا، واستأجر غرفة في فندق يقع في مدينة النقاهة “سليمة”. استأجر غرفة لليلة واحدة. كان رقم الغرفة 616. في الساعة الحادية عشرة والنصف، خرج الشقاقي من الفندق بهدف التسوق. دخل إلى متجر “ماركس أند سبنسر” واشترى ثوبا من هناك. وانتقل إلى متجر آخر واشترى أيضا ثلاثة قمصان.

وحسب رواية “الموساد”، واصل الشقاقي سيره على الأقدام في مالطا ولم ينتبه إلى الدراجة النارية من نوع “ياماها” التي لاحقته طيلة الطريق بحذر.

بدأ سائق الدراجة النارية يقترب من الشقاقي حتى سار إلى جانبه محتسبا كل خطوة. أخرج الراكب الثاني، الجالس وراء السائق، مسدسا من جيبه مع كاتم للصوت، وأطلق النار على الشقاقي.. ثلاثة عيارات نارية في رأسه حتى تأكد من أنه “لن يخرج حياً من هذه العملية.

أُلصق بالمسدس الإسرائيلي جيب لالتقاط العيارات النارية الفارغة، لتفريغ منطقة الجريمة من الأدلة وتجنب التحقيقات وإبعاد الشبهات المؤكدة حول “إسرائيل”.

وكشف “الموساد” أنَّ الدراجة النارية كانت سرقت قبل ليلة واحدة من تنفيذ العملية وتم تخليص عملاء “الموساد” من مالطا، من دون الكشف عن تفاصيل “تخليصهم”.

أعضاء الخلية “قيسارية”، هم أيضاً شاركوا في محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الأردن، وتم في ما بعد تفكيكها.

ورأى “الموساد” عملية اغتيال الشقاقي إحدى “أنجح العمليات التي قام بها”.

بالمحصلة؛ أكتب عن الشقاقي، لكي لا يبقى القادة والعلماء الفلسطينيون والعرب لقمة سائغة وسهلة للموساد الصهيوني، وحتى تطور حركات الإسلام السياسي من فهمها لمسألة الأمن والحماية، الأعمار مقدرة عند الله، لكن الاحتياطات واجبة في مثل هذه الحالات.

الدايم الله……

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

20 شهيدا وعدد من الجرحى في قصف الاحتلال مناطق عدة في قطاع غزة

الأول نيوز – أفادت مصادر طبية، باستشهاد 20 فلسطينيا على الأقل وإصابة آخرين من جراء …