الدكتور سهيل الصويص –
الأول نيوز – عندما تزداد إصابات الكورونا في الأردن بمعدل 4 أضعاف ما بين 2 أكتوبر و 1 نوفمبر ( من 548 إلى 2021 إصابة ) وتقفز نسبة فحوصات الكورونا الإيجابية إلى الضعف من 2.65% إلى 5.74% ما بين 2 و 31 أكتوبر ويأتي من يبشرنا بأن الوضع الوبائي جيد جداً فليعذرنا مستشارنا الكريم إن اعتبر البعض منا تصريحه مجرد دعابة .
منذ العاشر من أيار لم تتخط النسبة الإيجابية التي يرعبونا بخطوطها الحمراء منذ سنتين حاجز ال 5% سوى في 18 اَب لكن وخلال سبعة أيام في أكتوبر تجاوزت النسبة 5% ( ما بين 5.06% و 5.74% ) وعلى مدى عشرة أيام تراوحت بين 4-5% وهي التي لم يتجاوز متوسطها اليومي 3.24% في أيلول و 3.52% في اَب و 3% في تموز و 2.53% في حزيران ورغم أنها تضاعفت بين حزيران وأكتوبر فيأتي من يطمئننا لكي لا نخاف قهناك من يسهر على صحتنا .
أمّا الإصابات في أكتوبر فقد تضاعقت مقارنة بحزيران وتموز حيث كان المتوسط اليومي تباعاً 495 و 625 إصابة لكن متوسط أكتوبر تجاوز ال 1255 إصابة يومية بحيث وصل مجموع الإصابات 38917 حالة أي قرابة مجموع شهري أيار وحزيران مجتمعة ( 25161 و14870 حالة ) بل أن مجموع إصابات الأيام العشرة الأخيرة من أكتوبر يفوق مجموع شهر حزيران بأكمله ( 15045 مقابل 14870 حالة ) ورغم ذلك ما زالت حملة التخدير متواصلة ومنظروا نشرة الثامنة مصممون على أن نبصم على عبارة الوضع مطمئن وجيد جداً .
وفيما يخص نسبة إشغال أسرة المرضى الذين يحتاجون لإنعاش تنفسي وأجهزة تنفس اصطناعي فلقد شهدت النسبة ارتفاعاً ملحوظاً في أكتوبر حيث وصل المتوسط اليومي إلى 11.29% بينما كان هذا المعدل 6.6% في حزيران و 7.41% في تموز و 9.75% في اَب و 9.6% في أيلول فبربكم كيف يمكن تقييم الوضح بالجيد والمطمئن ونسبة الإشغال التنفسي قد ازدادت 71% ما بين حزيران وأكتوبر ؟
أمّا فيما يخص إشغال أسرة أقسام الإنعاش والتي كان متوسطها اليومي في حزيران 15.72% وفي تموز 16.3% فقد وصل المتوسط اليومي خلال أكتوبر إلى 22.46% فهل تعتبرون سادة التصريحات بأن ارتفاع نسبة الإشغال قرابة 45% ما بين حزيران وأكتوبر حادث عارض ومطمئن ولا يستحق التوقف عنده ؟
بالله عليكم يا سادة أوقفوا الاستخفاف بعشرة ملايين أردني يقشعرون رعباً من تفاقم الوضع الوبائي بحسب أرقامكم والفيروس يهدد عظامهم ورئاتهم وأنتم تنظرّون من منصة المتفرجين وتبشرونا بأن الوضع مطمئن والغد أجمل ؟ ارحموا عقولنا رحمكم الله فالأردنيون ترتعش قلوبهم متسائلين متى يأدي دورهم فمن سيوقف عدوانية وشراسة الفيروس وليس في الطاقم القيادي خبراء أوبئة وقد تطايروا تباعاً ولجنة أوبئة غدت في عداد المفقودين أم هل تنتظرون بأن يدير بسام حجاوي دفة السفينة بمفرده دون عون ولا سند ؟
أسبوعان وأنتم تستخفون بوطن بأكمله رافضين قبول الحقيقة بأن الحفلات المرخصة هي التي نحرت الوضع الوبائي وصممتم على أن المدارس والجامعات هي السبب وهذه الشريحة من المصابين لا تدخل أقسام الإنعاش ولا تخاطر الموت . ولم لا يعود شهر اَذار المشؤوم مجدداً حيث كنّا نشهد وفاة كل 21 دقيقة وإصابة جديدة كل 12 ثانية ونحن نمنح الفيروس تصريح دخول والحلبة خالية من المخططين والخبراء ؟ هل نلوم الفيروس إن سرح ومرح في عروقنا لطالما أن الرقابة على الحجر المنزلي غائبة واحتمالية العدوى تنتشر بطلاقة وكل ما نملكه هو أن نتوسل للفيروس لكي يكون حنوناً معنا ؟
لم يعد هنالك متسع من الوقت فالفجر الغائم القاتم اَت حاملاً مع نسماته ثمار البذور التي زرعناها ونواصل غرسها ولطالما أن المسبب الرئيسي
لتفاقم الوضع قد غدا معروفاً فلنتوقف عن مواصلة المسيرة الفتاكة ولنضع دون ثانية تأخير في غرفة القيادة لجنة وطنية من خيرة خبراء الأوبئة والتخطيط الذين نمتلكهم ونفتخر بهم فالقافلة تسير اليوم بمفردها ولا من يرشدها للمطبات والحفرات وها هو نوفمبر يكشّر عن أنيابه وبقوة حيث سجلت في أيامه الثلاثة الأولى 5952 إصابة و39 وفاة ومتوسط فحوص إيجابية 5.39% وما تزال الأسطوانة المخدوشة تدّوي في دماغنا كل يوم لتطمئننا بأن الوضع جيد جداً وغير مقلق.