محمد صبيح –
الأول نيوز – … لفت الانظار النشيد الوطني الجزائري في بطولة العرب لكرة القدم التي أوشكت ان تحط رحال نهايتها في دوحة العرب “قطر” .. مثلما لفت النظر طبعا المنتخب الجزائري لعبا وأداء ومنشدين..!!
وللنشيد الجزائري حكاية طريفه فهو نشيد كتب بالدم…!!
. . نشيد كُتب “بالــدم”..
ومن عجائب القدر أن تكون قصة النشيد الوطني الجزائري أو السلام الوطني “قَسَماً” الذي لحنه الملحن المصري الراحل (محمد فوزي،) بمثل قصة كفاح الجزائريين وثورتهم، كُتب معه للجزائر أن “يُدوَّن نشيدها الوطني بدم كاتبه”، كما دوّن الجزائريون بطولاتهم وتضحياتهم في سجلات من ذهب.
هي قصة حقيقية، لا يُعرف إن كان بطلها الحقيقي الشاعر والمناضل الجزائري الراحل “مفدي زكريا” المشهور بلقب “شاعر الثورة”، أو ذلك الشعب الذي “عقد العزم بأن تحيا بلاده”.
ففي أبريل/نيسان عام 1955، أَلَّف ((مفدي زكريا)) كلمات النشيد الوطني وهو في سجن “بربروس” في العاصمة الجزائرية بطلب من “أصدقائه في النضال ضد المستعمر الفرنسي” وهم رباح لخضر وعبان رمضان ويوسف بن خدة، كان في ذلك الوقت نشيدا للثورة الجزائرية.
وتؤكد شهادات مفدي زكريا وبعض المجاهدين (قدماء المحاربين) الجزائريين، أن مفدي زكريا اهتدى إلى فكرة غريبة في كتابة النشيد الوطني، كونه لا يملك قلماً ولا أوراقاً للكتابة في زنزانته، فقرر أن يُدونه “بدمه” على الحائط استخرجه من ذراعه الأيسر ليكتب نشيد بلاده بيده اليمنى، ومن هنا “وُلد نشيد الثورة وشهدائها” بـ5 مقاطع الذي يبدأ بـ “قسما” وينتهي بـ “فاشهدوا”.
وفي عام 1957، تمت تأدية النشيد الوطني الجزائري لأول مرة في تونس باستوديوهات الإذاعة والتلفزيون التونسي، لكن التلحين لم يُعجب أصحاب القضية الجزائرية، فأوكلت مهمة تلحينه إلى ملحن النشيد الوطني التونسي، محمد تريكي، الذي أدته مجموعة صوتية جزائرية في تونس.
لكن ممثلي جبهة التحرير الوطني في تونس رفضوا اللحن، وتقرر إعادة المحاولة مع الملحن المصري، محمد فوزي، بعد أن تم إيصال الكلمات إليه بشكل سري، ليتم إقرار تلحينه بعد أن أرسله للمحاربين الجزائريين.
أما المقطع “يا فرنسا قد مضى وقت العتاب”، فقد أثار غضب فرنسا، وطالبت بحذفه في المفاوضات التي دارت بين قيادات الحكومة الجزائرية المؤقتة وفرنسا، لكن الحكومة الجزائرية رفضت ذلك.
وفي ثمانينيات القرن الماضي تم حذف المقطع من قبل الرئيس الأسبق الراحل الشاذلي بن جديد، قبل أن يقرر الرئيس الجزائري الأسبق اليامين زروال إعادته عام 1995، ولا يزال يتردد إلى يومنا هذا….