الموت يغيب الشخصية النسائية والحقوقية المناضلة أسمى خضر

الأول نيوز – منذ أشهر؛ والشخصية البهية أسمى خضر تقاوم المرض لكي تتغلب عليه، لكن بشاعة الموت أبت إلا أن تخطفها من بيننا إلى الرقود الابدي.

فقد غيب الموت في ليلة الاثنين الماطرة الوزيرة والمحامية والناشطة أسمى خضر.

“أسرة الأول نيوز” تشاطر عائلة المرحومة وأحبابها الكثيرون وتشاطر الحركة النسائية والحقوقية الاردنية والعربية أحزانهما بالمصاب الجلل، تغمد الله الفقيدة بواسع رحمته واسكنها فسيح جناته وليكن ذكرها مؤبدا.

قبل أشهر عندما كانت المرحومة خضر ترقد على سرير الشفاء كتبت مقالا لها…..

 

أسمى خضر.. لا يليق بكِ الانهزام*

أسامة الرنتيسي

الأول نيوز – أسمى خضر ترقد الآن على سرير الاستشفاء في مركز الحسين للسرطان، بعد وعكة صعبة من جَرّاء العلاج الكيماوي اللعين.

أسمى خضر التي وقفت في السنوات القاسية فارسة في وجه التعدي على الحريات والاعتقالات وحبس المناضلين، دافعت عنهم في المحاكم العسكرية زمن الأحكام العرفية، لن يكسر عنفوانها سرطان حقير، سوف تنتصر عليه بابتسامتها التي لا يمنعها أحد.

“الهبلة” موسوعة ويكيبيديا، اختصرت أسمى حنا خضر بأنها “سياسية أردنية ناشطة في شؤون المرأة، تقلّدت العديد من المناصب الرفيعة في الأردن. درست القانون في دمشق وعملت في العديد من القطاعات التعليمية والقانونية والصحافية. تقلدت عدة مناصب وزارية منها الناطقة باسم الحكومة عام 2004 ووزيرة الثقافة وأصبحت عضوةً في مجلس الأعيان السادس والعشرين”.

نحن نعرف أسمى خضر في السنوات الحالكة عندما كانت الأبرز بين المحامين الذين كانوا يترافعون بالمجان عن الحزبيين والسياسيين في المحاكم العسكرية.

ونعرفها عندما وضعت مدماكا صلبا في مسيرة المرأة الأردنية وفي عهدها كانت المرحلة الأبرز لاتحاد المرأة الأردنية.

ونعرفها عندما أسهمت بشكل رئيس في بناء مؤسسات حقوقية محلية وعالمية وكيف عَمَّدت جهودها في تأسيس فرع لمنظمة العفو الدُّولية.

لو سمح مركز الحسين للسرطان لأسمى خضر أن تتابع ما فاضت به صفحات أصدقائها وزملائها وزميلاتها ومحبيها، ودعواتهم التي سبقت دموعهم لها بالعودة الميمونة، لما بقيت ساعة على سرير المركز.

قبل شهر بالضبط، كانت أسمى خضر بيننا خلال جلسة نقاشية عن دور الإعلام في النهوض المجتمعي نظمتها منظمة النهضة العربية، وكانت بكامل بهائها وتألقها وتصميمها على مواصلة التشبيك بين الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني الفاعلة.

ما زلنا نحتاجك أيتها الرفيقة الجميلة، والسيدة المعطاء في كل الحقول، والحقوقية التي لا يُشقُّ لها غبار.

محتاجون كثيرون لن يتوقفوا عن الاتصال معك لتخفيف معاناتهم، وهم يعلمون أنكِ لم تغلقي هاتفك يوما.

رفيقتنا الجميلة أسمى خضر، لن تكون صيدا سهلا لهذا اللعين، وهي التي راوغت طول سنوات العمر كي تضيء شمعة، وتزرع وردة وابتسامة في وجه الظلم، سوف تنتصر للحياة والأمل والأحلام المشتركة..

انهضي أيتها الفارسة فالميادين لا تزال تنتظر جولاتك الكثيرة.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

سماوي: مهرجان جرش في موعده وشعلته لن تنطفئ

الأول نيوز – أكد المدير التنفيذي لمهرجان جرش أيمن سماوي أن المهرجان بنسخته التاسعة والثلاثين …