أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – لا أدري ما هو السبب الحقيقي الذي يدفع طبيبا مشهورا، وأكاديميا مرموقا، ووزيرا سابقا، إلى نشر مبالغات وأرقام مرعبة حول كورونا، وكأن الأردنيين لديهم من بذخ الحياة ما يجعلهم يصبرون على حياتهم أكثر مما هم فيه من معاناة وضيق ذات اليد وضيق الصدور.
أخونا؛ الوزير السابق الدكتور وليد المعاني بث منشورا مرعبا حول مستقبل المتحور أوميكرون قال فيه” اتوقع 20.000 إصابة يوميا عند ذروة الموجة، وحيث أن عدد فحوصنا اليومية يتراوح حول معدل الـ خمسين الفا، فإن نسبة الإيجابية ستكون عالية وفوق 30 % في بعض الأيام”.
يا لطيف؛ طبعا المعاني يتحدث عن الأردن، ولا أعلم ما هي الإحصاءات التي اعتمد عليها في الوصول إلى هكذا أرقام، التي سمعنا مثلها كثيرا في سنتي الكورونا، ولحسن حظنا لم نصل يوما إلى هكذا أوضاع، وفشلت كل هذه التوقعات.
ليس المعاني وحده من يتبرع بهذه الاستنتاجات وغيرها، فقبل سنتين وفي عز الجائحة خرج علينا طبيب الطب الشرعي والسمّيات مدير مستشفيات البشير السابق الدكتور محمود زريقات، إلى إصدار فتوى طبية تقول “إن مصابي فيروس كورونا بعد تعافيهم، سيلحق بهم الضرر ويتأثر الجهاز التنفسي لديهم، يصاحبه العديد من الأمراض كضيق في التنفس ونقص الأوكسجين”.
طبعا؛ كلها فتاوى من دون مستندات علمية، شخصيًا، بتواضع شديد، لم أقرأ تقريرا منذ بداية الجائحة، ولم أسمع خبرا من منظمة الصحة العالمية، ولا الأطباء المتخصصين في الفيروسات يؤكد الحتمية التي أشار لها الدكتور زريقات.
في هذه الأيام؛ ونحن نقترب من الوصول إلى علاجات لفيروس كورونا، نحتاج إلى رفع المعنويات، لمغادرة سنوات كورونا الكبيسة من عمر الإنسانيّة، دمرت فيها الحالة النفسانية والاقتصادية والاجتماعية لعموم البشر.
بشّرنا أبرز اللاعبين في جائحة كورونا بيل غيتس ومخترع لقاح كورونا أن منتصف العام الحالي سيكون نهاية لهذه الجائحة التي ستتحول إلى فيروس موسمي مثل الانفلونزا الموسمية، والعالم يستعد الآن لعملية إنتاج علاج لفيروس كورونا مع تطور واختراق علمي وتقني تسمح حسب تقارير علمية موثوقة بإرسال الحمض النووي لكورونا الى جسم الإنسان بحيث يبقى أسبوعا فيه كما أن احتمال اختراق الخلية عالٍ جدا، يبدأ بعدها الجسم إنتاج مضادات للفيروس.
إزاء هذا التطور علينا أن نُعلّي الصوت ونقول: “يحيا العلم” وعلى الأصوات الأخرى أن تصمت، بل عليها في هذه الظروف الصعبة أن تعمل على رفع معنويات العاملين في القطاع الصحي مهما كان واقع الحال، فليس من مصلحة أحد انهياره، وعلينا أن نبني على سلوك الأردنيين الإيجابي في الفترة الماضية، بحيث يصبح سلوكًا عامًا في زمن الكورونا وما بعد الكورونا.
علينا أن نتخيل شكل العالم بعد اليوم الثاني من انتهاء جائحة كورونا،وهل يعود إلى طبيعته وشكله وخصائصه وتحالفاته مثلما كان سابقا.
لقد غيّر الكورونا تفاصيل حياة البشر في كل أصقاع الأرض، فهل بعد تجاوز المحنة سيعود الإنسان إلى سابق عهده.
علينا أن نهدأ ونعِيش الحياة مثلما نُحب ونرفع وعي أسرنا بمتطلبات مواجهة الجائحة، ونفعل ذلك مع جيراننا ومحيطنا ومن نؤثر فيهم.
الدايم الله…